وذلك بناء على نتائج مسح ميداني نفذه فريق عمل مدرب ومتطوع من المركز شمل جميع المحافظات ريف وحضر,ضم المسح حوالي(9350)شاب وشابة في (5000)أسرة,في الفئة العمرية من 13الى35سنة.
التوجه إلى الريف
قد يكون التقرير في الكثير من بياناته عاما ولا يرسم صورة تفصيلية للشباب ,الا أنه ونتيجة لنقص البحوث الخاصة بالشباب له من الأهمية نصيب كبير ,فهو بالاضافة الى بياناته يؤسس لثقافة البحث العلمي ورصد المؤشرات الواقعية, وقد ضم أكثر من مؤشر يمكن كتابته باللون أحمر كانذار وذلك لخطورته,ومنه توزيع الشباب على محافظات القطر, حيث بين المسح أن 52,2%من مجموع الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-35سنة يقيمون في دمشق وريفها وحلب وحمص والبقية وهم 47,7% في باقي المحافظات ,وهذايشكل خللا ديموغرافيا يحتم العمل على ايقافه, يتجسد في هجرة الأرياف وتركها للاهمال , واكتظاظ المدن وكثرة السكن العشوائي فيها وقلة فرص العمل , وكل هذا يشكل أرضا خصبة لمشكلات اجتماعية كثيرة , اذا لم يتم التوجه الى تنمية الريف, باقامة مشاريع وزيادة الخدمات .
كما ذكر التقرير أن نسبة العزوبية في العينة تجاوزت 65%.
هجر التعليم العلمي
فقد بين الاستطلاع ان 66,5% منقطعين عن متابعة الدراسة وبنسبة كبيرة عند الاناث تصل الى57,4%مقابل45,5%عند الذكور, أما لماذا يكتب بالأحمر هنا لخطورته فهو أن نصف عدد الملتحقين بالتعليم هم حاليا في الفرع الأدبي , والاناث أكبر ميلا له وربما يعود السبب في ذلك الى المهن النمطية المرتبطة بالفرع الأدبي والتي غالبا تتجلى بالتدريس, لكن الأهم هنا أنه أنه نتيجة ترك الفرع العلمي فاننا في المستقبل القريب سنفتقد للاختصاصات العلمية في الهندسات والمعلوماتية وهذا يشكل خطراً على التنمية والاقتصاد الذي يقوم اليوم على العلم والمعرفة, والكوادر المؤهلة بأحدث العلوم والمهارات.
الفقر ومشكلات التعليم
وقد حدد التقرير أسباب انقطاع الشباب عن الدراسة من حيث الأهمية النسبية الى صعوبة الظروف المادية, وعدم الرغبة الشخصية بمتابعة الدراسة وعدم النجاح بالدراسة وتدخل الأهل أو الأقارب و الرغبة في مساعدة الأهل وعدم رغبة الزوج ووجود فرصة عمل جيدة, وهذه أسباب بعظمها تدل على الفقر كسبب للتوجه الى العمل وترك التعليم, الا أن هناك أسباباً أخرى وردت وتدل على نوعية التعليم وكفاءة المعلمين, وهي ضخامة الكتب والمناهج وقلة استخدام الحاسب وضعف الجوانب التطبيقية في المناهج وطول ساعات الدراسة وعدم وجود مجموعات تقوية وصعوبة الوصول الى المؤسسة التعليمية وكثرة الواجبات المنزلية وضعف مضمون الكتب و مواكبتها التطور العلمي, وتفاوتت أهمية تلك الأسباب بين مجموعة و أخرى من الشباب.
صحة الشباب
من المحاور المهمة التي ضمها التقرير ما يتعلق بصحة الشباب والذي كان للدكتورة ريم دهمان من وزارة الصحة عليه بعض الملاحظات أثناء اطلاق التقرير ومنها: أن الأسئلة الخاصة بالمعارف الصحية اقتصرت على تنظيم الأسرة والأمراض المنقولة جنسياً , ويعتبر ذلك قصوراً بشكل ما حيث هناك معارف أخرى صحية حول : نمط الحياة الصحي .والمعارف حول التغذية المتوازنة .وبعض المعلومات حول الزواج (زواج الأقارب, الفحص الطبي قبل الزواج).والإنجاب : إنجاب الذكر.
وتعتبر المعارف حول نمط الحياة ضرورية لتخفيض الوفيات التي تحدث وتتزايد بسبب الأمراض القلبية التي يعتبر نمط الحياة غير الصحي فيها هو المسؤول الأول وخاصة إذا علمنا أن الوفيات والإصابات القلبية والوعائية أصبحت شائعة في فئات عمرية صغيرة نسبياً.
ويعتبر سبر مدى معارف الشباب حول هذا الموضوع هاماً لتصميم برامج خاصة تعنى بهذا الجانب من التثقيف.
أما المعارف حول التغذية المتوازنة فتأخذ أهميتها من انتشار العادات الغذائية السيئة بسبب ازدياد عدد الأماكن التي تقدم الوجبات السريعة وإقبال الشباب عليها حيث من الضروري سبر معرفتهم بمدى ضرر ذلك على صحتهم الحالية والمستقبلية وانتشار المشكلات عند الذكور أكثر من الإناث يمكن أن يعزى إلى عدم تصريح الأنثى عن المشكلة لأسباب اجتماعية .
المعرفة بالإيدز وطرق انتقاله :من الملحوظ أن هناك نسبة معرفة جيدة بطرق الانتقال كما أن فرق المعرفة بين الذكور والإناث ليس كبيراً ما يشير إلى ردم الفجوة التي ظهرت في بعض الدراسات السابقة في فروق المعرفة بين الذكور والإناث, كما ذكرت أنه من الأفضل حذف الطرق الخاطئة من التقرير في تجنب الإصابة بمرض الإيدزكتعبير العلاقة الجنسية الشرعية ليس شائعاً وإنما العفة والإخلاص في الزواج , كما أن تجنب أخذ الحقن دون استشارة طبية هو خطأ وليس طريقة في منع انتقال الإيدز.
وأما عن السماع بوسائل تنظيم الأسرة :فقد ذكرت الدكتورة ريم أنه يعتبر تصنيف هذه الفقرة حسب الفئات العمرية هاماً لأن عدم سماع الشباب بوسيلة لتنظيم الأسرة في أعمار صغيرة ليس له نفس الأهمية عندما يتجاوز الشباب مرحلة المراهقة /بعد 20 سنة/.
ومن الملحوظ أن الإناث أكثر إطلاعاً بما يتعلق بجميع وسائل تنظيم الأسرة ما عدا الواقي الذكري.
وقد يكون السبب النسبة المئوية للمتزوجات الإناث أكبر من نسبة المتزوجين من الذكور وهو الأمر الذي يجعل المتزوجة أكثر اطلاعاً على وسائل تنظيم الأسرة.
الإعلام والثقافة والاتصال
كشف الاستطلاع عن نسبة قراءة متدنية للصحف بين الشباب بلغت 4,7% دون أن يحدد الأسباب,و أشار الى أنها مرتفعة عند الذكور أكثر من الاناث دون أن يوضح السبب أيضا, وقد ذكرت الدكتورة أميمة معراوي من كلية الاعلام بجامعة دمشق بأنه لو تم ربط محاور الاستبيان مع متغير السن لظهرت نتائج مختلفة وذكرت مثال على جريدة المسيرة التي تصدرها المنظمة بأن الشاب بعمر العشرين قد يقرؤها لكن بالثلاثين قد يختار غيرها,وأشارت الى ضرورة أن يرافق استطلاع الرأي تحليل المضمون في هكذا أبحاث, كذلك اعتبر الدكتور كمال الحاج اننا في هذا البحث على العتبة, وتساءل عن غياب القدوة في البحث بالنسبة للشباب.
أخيرا هناك محاور كثيرة لم نأت على ذكرها وقد نعود لها لاحقا, الا أن بياناتها بمجملها تدور في فضاء العموميات وحتى تكون مفيدة لابد من استكمالها بأسئلة أكثر دقة وتفصيلا, لأنها بصورتها الحالية غائمة.