تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فلوبير: أريد مومياء كليوباترا

كتب
الأربعاء 2/5/2007
لاغرابة عمن هو بمثل طبع فلوبير الشغوف بالنساء المميزات أن يصرخ بعبارته الشهيرة:(آه, كم أنا على استعداد للتخلي عن كل نساء العالم مقابل الحصول على مومياء كليوباترا).

فلوبير ابن الطبقة البرجوازية بامتياز طوله نحو ست أقدام قوي العضلات أشقر فايكنج عيناه سوداوان واسعتان إلى حد أن النساء كما روج عن نفسه في مصر كن يلقين عليه اللوم دوما لإخفائه جماله بشاربه الضخم الشهير بالتأكيد غرامياته في مصر لم تكن إلا ضمن سلسلة طويلة من الغراميات الماجنة في أحيان كثيرة اشتهر فيها فلوبير والراقصة المصرية (رشيقة هانم) لم يكن تأثيرها عليه إلا عابرا كما تأثير معظم النساء في حياته..‏

قالت عنه إحدى قريباته ذات مرة:( انه لم يعرف إلا ولعا واحدا هو ولعه بعمله أما كل ما بقي فلم ير فيه إلا ترويحا عن النفس).‏

على إثر المرض العصبي الذي ألم بفلوبير أرشده أبوه الطبيب إلى الأسفار الطويلة فأذعن الابن للنصح وقام برحلة إلى كورسيكا والسفرة الثانية كانت إلى ايطاليا وحين تأكد له بأن الهواء الطلق والغربة والمسافة تساعد ذهنه وتنعش ملكاته الأدبية هكذا وهو في الثامنة والعشرين من عمره قام برحلة طويلة إلى الشرق استمرت عامين في 15 تشرين الثاني وصل إلى الاسكندرية فاجتاز النيل حتى شلاله الثاني واستسلم إلى الصحراء إلى الشمس وحتى إلى الظمأ ثم اتجه إلى سورية وزار لبنان والجليل في غمرة القيظ ثم سافر إلى استنبول في تشرين الثاني سنة 1850 فاقام فيها شهرا ومضى إلى اليونان واستقر فيها حتى شباط سنة 1851 واستأنف رحلته إلى روما وبعدها عاد إلى بلده نورمانديا وهو في حالة من النشاط جعلته في عام 1858 يعاود رحلة أخرى صوب الشمس إلى تونس مفتشا عن بقايا قرطاجة ومن وحي تلك الرحلة كتب روايته ( سالامبو) قراءاته المبكرة لأسفار لوردبايرون وكتاب فيكتور هوجو ( الشرق وألف ليلة وليلة) جعل كتاباته المبكرة تعج بشوق إلى الشرق وقبل أن يزور مصر كان قد ثقف نفسه بالديانات الشرقية وقرأ هيرودوتس بتمعن وتأن..‏

تشي صفحات الكتاب بالروح الاستشراقية الكلاسيكية والمعتادة لدى معظم كتاب الغرب حين يتعلق الأمر بالشرق فقبل رحلته إلى مصر قد قطع علاقة دامت بضع سنوات مع امرأة متزوجة كانت مثقفة وجميلة اسمها لويس كولي تكبره بإحدى عشرة سنة كان قد استهلك ملكته الأدبية في كتابة كمية كبيرة من الرسائل البليغة الشبقية باعتها ابنتها لاحقا وطبعت في باريس.‏

فلوبير الذي عرف عنه الطبع الشبق المحب للطعام والدخان والشرب بحيث قال عنه رفيقه في رحلة مصر الفونس دوده: ( بدونه لا يحدث شيء لا ولائم ولاصياح).‏

وقد تركت هذه الرحلة آثارها حتى على مريديه ومعجبيه ومنهم غي دي موبسان الذي دفعه فلوبير إلى الشغف بالشرق والافراط في تذوق لذائذ الدنيا وقام موبسان برحلته الشهيرة إلى تونس..‏

صفحات الكتاب تؤكد أن فلوبير رأى مصر بطريقة تقليدية رأى شرق الغرب وليس شرق الشرق رغم ذكائه الشهير بالتقاط الاشياء.‏

الكتاب: فلوبير في مصر.‏

ترجمة: صلاح صلاح.‏

الناشر: دار السويدي- لندن أبو ظبي 2006‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية