|
ومضة كتب طبعا ً الكتب تقتنص أماكنها الأثيرة لدينا وفق أكثر من خطة, وعبر أكثر من صنارة, بعض الكتب تسحر..وأخرى تدهش, وأخرى تستعمر مكانتها المميزة في ذاكرتنا, ربما بسبب كلمة ذكية استطاع الكاتب أن يسوقها بطريقة مبتكرة تؤهلها لاصطيادنا كما الحب: من اللحظة..النظرة..الكلمة..الأولى?! وإذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة..فإنه وراء كل كتاب عظيم ملهم?! ملهم من حق الكاتب استلهامه وفق تكتيكه الخاص..بعد أن يكون قد صرف وقتاً طويلاً..في انتظار التقاطه..فاللقطة الخام التي تؤسس لنموذج روائي ليست أمراً سهلاً بالمطلق..تأتي عبر درب لم نتوقعه أو لم ننتظر منه أي قادم..وحين تأتي لا تقبل فتور الاستقبال أو كسل التدوين, لهذا قفل ماركيز عائداً الى مكتبه من رحلة كان قد قررها وعسكر مع قلمه على صفحات الورق حتى أنهى الرواية. وايزابيل الليندي أثناء كتابتها للرواية ابنة الحظ, واظبت على ارتياد المقهى الذي كانت ترتاده امرأة ألهمتها شخصية بطلة الرواية حتى انتهت من كتابتها وأكثر من ذلك أنها طلبت منها السماح بالتقاط صورة شخصية لها لتكون غلافاً للرواية?!! مثلما هم نادرون الملهمون..أيضاً الذين يستحقون الإهداء هم أكثر ندرة..تلك الصفحة البيضاء الأولى التي تتصدر كل عمل ابداعي تحت عنوان: الإهداء..أحياناً يصعب أن تملأها باسم..صعوبة توازي أن نكتب مجلدات..?!!
|