تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب السادسة

آراء
الأربعاء 2/5/2007
د. اسكندر لوقا

الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل ضد لبنان في الثاني عشر من شهر تموز الماضي واستمرت حتى الرابع عشر من شهر آب,

سوف توحي بالكثير من الكتابات لمفكري الوطن العربي, رصداً أو تحليلاً.‏

إن هذه الحرب العدوانية لم تكن حرباً كلاسيكية ولا تقليدية. كانت حرباً خطط لها مسبقاً وبمعنى ما كانت من النوع الذي سمي أمريكياً, منذ فترة ليست بعيدة, بالحرب الاستباقية. ومع أن اللجوء إليها, كان بوحي من مخترعي هذه التسمية, بأمل أن تعطي ثمراً على نحو ما أرادوه من شنها, إلا أن نتائجها جاءت على غير الصورة التي كانوا يتوقعونها, وذلك بفضل إحكام الرد عليها, وبذلك يبدأ تشكل ماسمي بالشرق الأوسط الجديد حسب كونداليزا رايس.‏

وفي السياق الذي أشرت إليه في مطلع هذه الوقفة, فقد جاء كتاب (الحرب السادسة) لمؤلفه السيد العماد (حسن توركماني) نائب القائد العام وزيرالدفاع, وهو الأول من نوعه قبل انقضاء عام على العدوان الغادر ضد شعبنا في لبنان.‏

مع صدور هذا الكتاب انجلت صور التآمر ليس على حاضر ومستقبل لبنان فقط بل أيضاً على حاضر ومستقبل منطقتنا العربية, وذلك سعياً وراء إقامة الجدران الفاصلة بين بلدان المنطقة على غرار جدارالفصل العنصري في الأرض المحتلة, والجدار الفاصل بين سكان المدينة الواحدة, كما في بغداد.‏

كتاب (الحرب السادسة), هو بكل ما في عبارة الموضوعية من معنى, هو كتاب إدانة للادارة الأمريكية ولحليفتها إسرائيل, وفضح لما كانتا ترميان إليه.ومما أشار إليه السيد العماد في هذا السياق هو أن العملية العسكرية كانت تحمل أهدافاً سياسية مبيّتة, وأجندة إسرائيلية تخطت مسألة الجنديين الأسيرين لدى حزب الله, وقد تزامن ذلك مع بروز الهدف الأساسي من العدوان, على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً, وهو وضع اليد على ما وراء الحزب, وبطريقة ما تحقيق الفصل ما بين المقاومة الوطنية وأصدقاء سورية في لبنان من جهة, ومن جهة أخرى ضرب علاقات الصداقة القائمة بين سورية وإيران منذ القديم, وصولاً الى جعل المقاومة ورموزها في العراء ليسهل القضاء عليهم.‏

وبطبيعة الحال فإن السيد العماد توركماني بإشارته, تفصيلاً, الى نتائج الحرب العدوانية, أوضح للقارىء المتتبع لأحداث المنطقة منذ احتلال العراق في العام ,2003 سقوط الرهان على إمكانية القضاء على حزب الله, كذلك على إمكانية تحييد سورية وإيران أو الضغط عليهما, وكذلك على إمكانية تجريد الحزب من قواه المادية والمعنوية على أرض الواقع, في مواجهة العدوان الذي تجاوز كل الخطوط الحمر وذلك بمباركة من قبل إدارة الرئيس بوش, ومن يقف وراءها دعماً لطموحاتها من رجال السياسة المقيمين في لبنان.‏

وإذ يختتم السيد العماد (حسن توركماني) كتابه باستذكار قول للسيد الرئىس (بشار الأسد) في أحد خطبه على مدرج جامعة دمشق حول ما في تراثنا الوطني من قيم الصمود يواجه بها شعبنا التحديات بروح العصر وبكل قواه, إنما هو يذكرنا, في الوقت نفسه, بقول لقائدنا الخالد الرئيس حافظ الأسد في العام ,1981 معلناً أن الحاضر قد يبدو مليئاً بالتعقيدات والصعوبات, وقد يبدو الطريق الى المستقبل وعراً مليئاً بالحفر والعقبات, ولكن متى كان نضال الشعوب نزهة أو كانت طريقه مفروشة بالزهور? لهذه الاعتبارات يستمد شعبنا العربي اليوم ودائماً, يستمد إيمانه بالنصر على أعداء حاضره ومستقبله, أينما كان ومهما طال زمن انتظار معركته الحاسمة معهم.‏

Dr-louka@maktoob.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية