فرنسا التي قدمت الدعم الكبير للإرهابيين وتغاضت عن جرائم الإرهابيين على مدى السنوات الماضية، تخشى الآن كغيرها من الدول الغربية من ارتداد هذا الإرهاب اليها، ولذلك اتخذت إجراءات لتمديد حالة الطوارئ، لعلمها ان أي تهديد يمكن ان يتحقق، خاصة وانها عانت من الارهاب سابقاً.
وكالة الشرطة الاوروبية «يوروبول» حذرت من قيام تنظيم داعش الإرهابي بالاعداد لاعتداءات جديدة واسعة النطاق تركز على أوروبا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير الوكالة روب وينرايت قوله امس ان تنظيم داعش قام بتطوير قدرات قتالية جديدة لشن حملة هجمات واسعة النطاق تتركز بشكل خاص على اوروبا مشيرا إلى أن الإرهابيين يحضرون عمليات أخرى.
واعتبر محللو وكالة الشرطة الاوربية أن التنظيم الإرهابي يعد لهجمات جديدة في دول أعضاء في الاتحاد الاوروبي وخصوصا فرنسا وذلك في تقرير قدمه وينرايت لمناسبة الاطلاق الرسمي في امستردام للمركز الاوروبي لمكافحة الإرهاب.
وأكد وينرايت أن الخبراء الوطنيين اتفقوا على واقع أن تنظيم داعش لديه الرغبة والقدرة على شن هجمات جديدة في اوروبا.
وبحسب تقرير وكالة الشرطة الاوروبية فان اعتداءت تنظيم داعش الإرهابي القادمة ستركز بشكل أساسي على أهداف هشة في المجتمع المدني بسبب الاثر الذي يخلفه ذلك متحدثا عن تغير في استراتيجية التنظيم التي تريد التحرك بشكل عالمي.
وجاء التقرير نتيجة ندوة بين خبراء من الدول الـ 28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي نظمت بعد ثلاثة أسابيع على اعتداءات شنها إرهابيو داعش قبل نحو شهرين في العاصمة الفرنسية باريس عبر 9 إرهابيين على الاقل توزعوا على ثلاث مجموعات ونفذوا هجمات مسلحة وتفجيرات انتحارية قرب ستاد دو فرانس وفي مقاه باريسية وداخل مسرح باتاكلان في باريس أسفرت عن سقوط 130 قتيلا ومئات الجرحى.
ويشير التقرير إلى تغير في طريقة عمل تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح قادرا الآن على شن سلسلة هجمات معقدة ومنسقة بشكل جيد حينما يشاء وفي أي مكان في العالم بفضل مقاتلين محليين يعرفون جيدا المنطقة التي يوجدون فيها وتابع التقرير يبدو ان متزعمي تنظيم داعش لديهم حرية تكتيكية حين يختارون اهدافهم بهدف تكييف مخططاتهم حسب الظروف المحلية المحددة ما يجعل الامر أكثر صعوبة لقوات الامن لكي ترصد مثل هذه المخططات وكشف الاشخاص الضالعين في هذه المرحلة المبكرة.
وأوضح مدير الشرطة الاوروبية أن المركز سيركز بشكل خاص على المجموعة المؤلفة من خمسة الاف مواطن أوروبي أصبحوا متطرفين عبر مشاركتهم في القتال في سورية والعراق وبينهم عدد كبير عاد إلى المجتمعات الاوروبية ويشكل خطرا امنيا كبيرا.
إلى ذلك قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس ان اي تهديد لن يخيف بلاده ولايمكن ان يزرع الشك لدى فرنسا حول ما عليها فعله في المعركة ضد الإرهاب.
وتاتي تصريحات هولاند تعليقا على شريط فيديو على الانترنت اصدره تنظيم داعش الإرهابي مساء امس الاول وتضمن تهديدا موجها إلى دول التحالف الدولي وتعريفا بتسعة إرهابيين قال التنظيم الإرهابي انهم نفذوا اعتداءات 13 تشرين الثاني الماضي في باريس.
واضاف هولاند في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية في العاصمة الهندية نيودلهي : اتخذنا اجراءات لتمديد حالة الطوارئ لاننا نعلم ان هذا التهديد ماثل ولن نتراجع في اي شيء لا في وسائل الدفاع عن بلادنا ولا في الحريات.
من جهته اعرب الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند عن قلقه لتمديد حالة الطوارئ التي اعلنت في فرنسا اثر اعتداءات باريس في تشرين الثاني الماضي. ونقلت ا ف ب عن ياغلاند قوله في رسالة نشرها عبر بريده الالكتروني انه تبلغ بقلق عن درس امكانية تمديد حالة الطوارئ في فرنسا مشيرا إلى المخاطر التي قد تنجم عن الصلاحيات الممنوحة للسلطة التنفيذية خلال تطبيق هذه الحالة.
وأشار ياغلاند إلى أن المنظمة الاوروبية تتابع باهتمام المباحثات التي تجري على المستوى الوطني حول توسيع حالات التجريد من الجنسية الفرنسية لافتا إلى انها مستعدة لتقديم المساعدة لتندرج الاصلاحات التي اعلن عنها ضمن احترام المعايير الاوروبية المتعلقة بحقوق الانسان.