لأن المطلوب فيه هو الحدّ الأقصّى من الفعل، وهذا ما يعيد الى الدول العربية الروح والرابط فيما بينها وليس اللغة فقط، وهذا الفعل هو واضح امامنا اليوم، وهو القضية الفلسطينية ومحاربة الارهاب.
وفي حديث الى الصحافيين اللبنانيين على هامش مشاركته في الاجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، الذي عقد اليوم في ابو ظبي قال الوزير باسيل يوجد اليوم وعي عربي للتحديات المطروحة أمامه، وهناك محاولة تفكير جدية بما يجب القيام به. ونحن بناء على تجربتنا اللبنانية نجد ان ما يوحّد المجتمعات هي المخاطر التي تحمل لها المخاوف، وبرأينا هذه المخاطر تتمثل بإسرائيل والإرهاب. وأشار الى أننا كعرب ابتعدنا اليوم عن قضيتنا المركزية الاساسية الا وهي القضية الفلسطينية، وتركنا لغيرنا حمل هذه الراية، وتركنا فلسطين لمصيرها، وتخلينا عن العمل الفعلي لإعلاء شأن هذه القضية. وأشار الى وجود تحدٍ آخر يفككنا ويقسم دول منطقتنا وهو عامل مرتبط بإسرائيل وعامل انفراج لها أيضاً، الا وهو موضوع الارهاب الذي لدينا مسؤولية كبيرة ان نكون في الصفوف الأمامية لمحاربته.
بدوره رفض عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن نكون ملحقين للنظام السعودي العدواني المغامر ، معتبرا أن الجهد الذي بذله وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جهد مشكور، لأنه حاول الحفاظ على الحد الأدنى من الوفاق اللبناني .وخلال حتفل تأبيني في بلدة بيت ليف الجنوبية، اشار الموسوي الى ان النظام السعودي بسياسته هو من يهدد الوحدة الوطنية اللبنانية، ويعطل المؤسسات الدستورية بسياسة القائمة على تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض، لافتا الى اننا نسعى ما أمكن إلى تجسير الفجوات بين المواقف السياسية وصولاً إلى موقف لبناني يكون شاملاً وإجماعياً يخرج اللبنانيين من الأزمات التي تحيط بهم .
ورأى الموسوي انه إذا كان هناك اليوم من حاجة لإصلاح في القضاء فهي الحاجة إلى إصلاح القضاء برمته، ونبدأ من القضاء العدلي إلى القضاء المدني والجزائي إلى آخره من قبل المحكمة العسكرية، ولنبدأ من خلال التشديد بالعقوبات على المتورطين في العمالة للعدو الصهيوني، ومن خلال تنفيذ أحكام الإعدام بعملاء إسرائيل والإرهابيين.
وأكد الموسوي انه لو كانت تلك الدول والأنظمة جدية في مواجهة التكفيريين، لكنا أنجزنا الكثير إن لم نكن قد تمكّنا من القضاء عليها، ولكن حتى هذه اللحظة لا زالت الإدارة الأميركية تستخدم المجموعات التكفيرية لتحقيق أغراضها، إن لم يكن في محاولة لفرض شروطها على الحل السياسي .
من جانبه لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميد الى ان الإرهاب يتطلب ادارة اممية صارمة وحازمة من المجتمع الدولي ومن مجلس الامن بصفة خاصة، تأخذ في الاعتبار ادارة جهد عسكري وامني ضد قواعد ارتكاز هذا الارهاب، وتتصدى لمنابع موارده البشرية وتجفف مصادره المالية وتمنع عنه السلاح والمسلحين العابرين للحدود.
وخلال كلمة باسم الوفد البرلماني اللبناني الذي يتراسه للمشاركة في اجتماعات مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، اشار الى ان هذا الارهاب اثبت انه ليس ضد قطر بعينه او جهة او فئة، بل انه يضرب في انحاء العالم ولو انه يحاول ان يأخذ بعض اقطارنا جغرافيا وبشريا كرهائن.
من جهته أكد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن الإنجازات الميدانية المتواصلة التي حققها ويحققها كل يوم الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محور المقاومة والتي كان آخرها تطهير بلدة ربيعة في ريف اللاذقية من التنظيمات الإرهابية شكلت ضربة قاصمة لمخططات نظام رجب اردوغان في سعيه إلى إقامة ما يسمى منطقة عازلة ودعمه المتواصل للإرهابيين.
واعتبر اللقاء في بيان بعد اجتماعه امس أن تلك الإنجازات التي تشمل جبهات القتال كافة عززت الموقف السياسي لسورية وحلفائها في المحادثات وأجبرت الولايات المتحدة الأميركية على التراجع عن موقفها وقبول عقد محادثات جنيف 3.