وأوضح دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس أن الخلافات ووجهات النظر لاتزال مستمرة حول قائمة المدعوين إلى المحادثات مبيناً في الوقت ذاته أن النقاشات لاتزال جارية في مختلف العواصم بمشاركة وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري اضافة إلى وزراء خارجية دول أخرى.
وقال دي ميستورا كنت أتوخى الحذر البالغ حول ارسال الدعوات لانها تؤثر في مسيرة المحادثات ولا نريد تكرار التجربة السلبية في جنيف2 لان جنيف3 يجب الا يلقى ذات المصير وكنا نريد التأكيد على أننا لو بدأنا هذه المحادثات فعلينا أن نبدأ ذلك بشكل جدي مشيراً إلى أن المحادثات تم تأجيلها عن الموعد الذي كان مقررا أمس نتيجة الخلاف حول تشكيل وفد المعارضة.
وشدد دي ميستورا على أن المحادثات يجب أن تبدأ دون أي شروط مسبقة وقرار مجلس الامن 2254 كان واضحاً في هذا الشأن معرباً عن قناعته أن جميع الاطراف الدولية والاقليمية باتت تشعر بأن الوقت حان لبدء العملية السياسية رغم ان المخاطر السياسية لاتزال موجودة.
وذكر دي ميستورا أنه لن يكون هناك أي مراسم افتتاحية رسمية لان الهدف سيكون المحادثات الملموسة التي من المقرر أن تبدأ في 29 الجاري والتي يمكن أن تستمر 6 أشهر بالاعتماد على المنهج البراغماتي.
وبيّن دي ميستورا أن الاولوية الاساسية للمحادثات ستركز على وقف اطلاق النار بشكل مستمر ومكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي وايصال المساعدات الانسانية لافتاً إلى أن وقف اطلاق النار لن ينطبق على تنظيمي «داعش» أو «جبهة النصرة» الإرهابيين.
وأوضح أنه سيعمل على حضور طيف واسع من المعارضة وفقاً لقرار مجلس الامن الذي خوله بتشكيل قائمة المدعوين من المعارضة لجنيف3 نتيجة اجتماعات موسكو والقاهرة والرياض مشيراً إلى أن المحادثات ستنطلق وفق الموعد المحدد رغم استمرار الخلافات حول قائمة المشاركين.
وأكد دي ميستورا أن الدعوات ستعتمد على مقاييس الشمولية والموضوعية بناء على قرار مجلس الامن حيث سيتم أيضا ارسال الدعوات للنساء من المجتمع المدني مبيناً أنه من الممكن أن تكون هناك اجتماعات متزامنة مع عقد جنيف3 فهناك الكثير من الجهات الأخرى التي يحق لها ايصال صوتها.
ولفت دي ميستورا إلى أن الامور خلال المحادثات يمكن أن تتسارع أو تتباطأ لان هناك متغيرات كثيرة من الممكن أن تطرأ على سير العملية لكن المهم هو الحفاظ على الزخم الفاعل واذا ما نجحت المحادثات خلال الاسابيع الاولى فسيكون هناك وقت اضافي للتحضير للدورة التالية معرباً عن أمله أن تتحول المحادثات إلى مباشرة في المستقبل القريب لان الامر الواقعي يتطلب ذلك.
وأشار دي ميستورا إلى أن الجميع متفقون على أنه ليس هناك حل عسكري للازمة في سورية مشدداً على ضرورة أن يكون هناك مزيد من الوضوح حول من هي التنظيمات الإرهابية ومن هم الإرهابيون التي لا يمكن أن ينضموا إلى وفود المعارضة.
وبيّن دي ميستورا أن بيان جنيف سيكون أساسا وقاعدة للمحادثات المقبلة في جنيف وأردف قائلا هذا لا يعني أنه لن تكون لدينا محادثات جديدة ستعتمد على ثلاثة اتجاهات أساسية بما فيها الدستور والانتخابات والحكومة.
واشار دي ميستورا إلى انه لدينا محادثات سورية سورية فقط حول الحكومة والدستور والانتخابات المستقبلية وسنبدأ بمناقشتها اضافة إلى مسألة المساعدات الانسانية وبحث آلية وقف اطلاق النار أو الهدنة.
وحول الاجتماع الذي ستعقده المعارضة الموجودة في الرياض اليوم أعرب دي ميستورا عن اعتقاده أن هذا الاجتماع سيكون أكثر جدوى حين ترسل الدعوات ويدركون أن المسألة باتت ملحة وجدية.
لافروف وكيري يبحثان التحضير لـ« جنيف»
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري قد دعيا إلى الإسراع في الإعلان عن موعد إطلاق المحادثات السورية السورية من قبل المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان إن الوزيرين بحثا خلال مكالمة هاتفية أمس التحضير للمحادثات بين ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة برعاية الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة المستمرة في سورية.
وأوضح البيان أن الوزير لافروف شدد مجددا خلال المكالمة على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم 2254 بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة ومعارضيها.
كيري: مستقبل المحادثات بأيدي السوريين
بموازاة ذلك أعرب كيري عن أمله بأن يكون هناك وضوح بشأن محادثات جنيف حول الأزمة في سورية في غضون ما بين 24 و48 ساعة.
ونقلت رويترز عن كيري قوله للصحفيين خلال زيارة للاوس إنه اتفق مع دي ميستورا بشأن ضرورة عدم توجيه الدعوات للمحادثات إلا بعد ترتيب كل الأمور، معتبرا أنه من الأفضل تأجيل العملية بضعة أيام على أن تتعرض للعرقلة منذ البداية.
وتابع كيري: إن مستقبل المحادثات في أيدي الأطراف السورية وعليهم أن يكونوا جديين و إلا فإن الحرب ستستمر .. نحن وضعنا اطار العمل والسوريون قادرون على تقرير مستقبل سورية.
وأنكر وزير الخارجية الأميركي صحة الأحاديث الكثيرة التي تشير إلى وجود خلافات وفرقة بين الدول التي تدعم المعارضة قائلا إن موقف الولايات المتحدة لم ولن يتغير وسنواصل تقديم الدعم لهذه المجموعات ماليا وعسكريا وسياسيا.