نذروا أعمارهم في سبيل نقائها وصفائها واستمرارها دون أن يسعوا الى شهرة تصفها لهم طبول وأبواق إعلامية.. لا أعرف الرجل جيداً وإن كنت قد التقيته مرتين أو ثلاثاً من خلال عملي في دائرة التصحيح سابقاً وكان قد انتقل الى (تشرين) ولكني تابعت زاويته الشهيرة (لغتنا الجميلة) مذ كنت طالباً في جامعة تشرين في الثمانينات.. زاوية شدتنا الى ما فيها, بساطة في الطرح والأسلوب ومحاولة ناجحة لجذب القارىء الى اللغة العربية وبسط الكثير من أساليب جمالها وأسرارها, وبالوقت نفسه منبهاً الى الأخطار المحدقة التي تحيط بلغتنا وهي أخطار داخلية وخارجية, داخلية من أبنائها, وخارجية مما يكيده لها أعداؤنا.. وكان من اللافت أن الاقبال كان شديداً على اقتناء الكتيب الصغير الذي صدر عام 1983م وقد جمع ما كتبه في زاويته (لغتنا الجميلة) وظل الكتيب مرجعاً للكثيرين ممن أغراهم البحث في جذور ومعاني الكلمات التي تطورت بمرور الزمن..
في الكتيب المذكور وضوح وقدرة على إثارة شهية البحث. رحم الله الأديب والباحث حسن قطريب الذي لخص رؤيته الغاية من البحث اللغوي بقوله: طلباً للأخذ بالأسلوب الفصيح ومراعاة في الأصول التي تختزن في مقوماتها ممكنات التطور والتنامي بما يستوعب مستجدات الحياة بكل ما تزخر به من عطاءات ومنجزات.