كان هو الراحل هذه المرة. وأي راحل..إنه راحل عزيز وأستاذ مبجل, وأنا الذي عرفته وخبرته خلال سنوات من عمله في صحيفتنا الثورة.
حسن قطريب تتلمذت على يديه في اللغة والأدب والخلق. علمني الكثير من مفاتيح اللغة وجمالها. كانت لمسة منه كافية لترفع مقالتي أو قصيدتي درجات ودرجات الى الأعلى. كان لا يبخل بالعطاء لمن يسأله كم أحببت سجاياه وأخلاقه. كم تمتعت وافدت من أحاديثه الشائقة عن اللغة العربية. كان يحدثناتارة بالعربية الفصحى, وتارة اخرى بلهجته السلمونية المحببة.
كان حسن قطريب بحراً في الأدب واللغة ولكأن أمير الشعراء كان يقصده حين قال:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
مازلت أذكر واحتفظ بالكثير من زواياه اللغوية الجميلة التي كان ينشرها في صحيفتنا كانت بالنسبة لي درساً يومياً في اللغة لم أتغيب عنه ولا حصة واحدة.
ماذا أقول عنك يا أستاذنا حسن قطريب أيها الراحل العزيز وأنت تودعنا الى الملأ الأعلى بعد أن عشت حياتك بصمت تخدم قضيتك الأولى وهي اللغة العربية التي منحتها كل حياتك. لم تفقدك اللغة العربية فقط وإنما فقدناك جميعاً ولا أقول لك وداعاً, وإنما أقول كما قال الشاعر:
فإلى لقاء تحت ظل عدالة
قدسية الأحكام والميزان