ولعل هذه الزيارة التي قام بها السيد كي مون لسورية في مستهل عهده على رأس المنظمة الدولية تشكل اختيارا صحيحا ليس لانها بمثابة اعتراض على سياسة الحصار الاقصاء التي حاولت الادارة الاميركية الحالية فرضها حول سورية وحسب , بل لان دمشق تظل هي العنوان الصحيح لمعرفة الكثير من الحقائق عن المنطقة, انطلاقا من نهجها الثابت في تسمية الامور بمسمياتها وتحررها من الاملاءات الخارجية التي تقيد سياسات العديد من دول المنطقة والعالم.
من المفهوم ان السيد كي مون حضر الى دمشق وفي اجندته بعض العناوين المحددة يتصل معظمها بالوضع في المنطقة والمساعدة التي يمكن ان تقدمها سورية لاحتواء ما يجري فيها.
ولاشك ان الامين العام للامم المتحدة قد سمع كلاما واضحا في دمشق حول حرص سورية على تحقيق الوحدة بين ابناء الشعب اللبناني لكن مع تصحيح المغالطات حول كثير من النقاط التي يجري اللغط حولها .
وبشأن المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة باغتيال الحريري فقد اوضحت سورية مرارا انها شأن لبناني وابلغت الامم المتحدة ان لا صلة لها بالمحكمة وهذا لم يمنع تعاون سورية مع التحقيق الدولي لكن هذه المحكمة ايضا لابد ان تقوم على توافق لبناني وليس عبر فرضها من مجلس الامن , الامر الذي قد يكون له نتائج عكسية على السلم الاهلي اللبناني .
السلام و تحقيق التوافق اللبناني , ترى ان اية محاولة لجر المنظمة الدولية لمصلحة طرف لبناني ضد اخر يعقد الجهود المبذولة لتحقيق التوافق في لبنان خصوصا مايتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية على اسس دستورية سليمة كما ان مسؤوليات الامم المتحدة يجب ان تكون اوسع من ذلك وتنصب على تحقيق السلام في المنطقة على اساس قرارات الشرعية الدولية وهو ماأشارت اليه بوضوح الفقرة 18 من قرار مجلس الامن المذكور.