المتخاصمتين بسبب تباين الرؤى الاستراتيجية بينهما في كيفية مواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي المتعنت والوصول إلى تحرير وطنهما بالكامل بدءاً بتحرير الأراضي المحتلة عام 1967م.
وبدعوة من حركة شبابية مستقلة وناشطة وجهت عبر موقعي الفيسبوك توتير تم تنظيم الآلاف احتشد معظمهم في ساحة غزة وتعاهدوا منذ لحظة انطلاق تظاهرتهم على استمرارها رغم كل محاولات التهديد والتخويف وعمليات القمع من قبل عناصر أمنية فلسطينية.
فقد ترجل مئات إلى ساحة غزة ملتحقين بالحشود ليس للمشاركة في المظاهرة بل لإفسادها وحلها، الأمر الذي أدى إلى العراك والضرب بالأيدي بين الفريقين وخصوصاً أن الشبيبة المستقلة والمتظاهرة قد لجأت لممارسة حيلها لاستبعادهم مسببين لهم الكدر والانزعاج، مادفعهم للتصميم على نصب خيام لأنفسهم في ساحة غزة.
ولكن في مساء اليوم الذي تلا انطلاقة التظاهرة سارع رجال الشرطة في حماس لتفريق وتشتيت عناصرها بالقوة فأصيب صحفيان فلسطينيان من الحشود بجروح طفيفة.
وفي رام الله في الضفة الغربية، مقر السلطة الفلسطينية قام المتعاطفون مع حركة فتح بمحاصرة ساحة المنارة قبل ساعة من تجمع الحشود، وراحوا يزرعون في وسطها شاحنة يعلوها بوق ضخم تطلق منه الشعارات بشكل أفضل.
إنها تظاهرة مرحة لكنها جادة تزينها أعلام فلسطينية مزركشة طبع عليها شعار يقول: «نحن شعب فلسطيني معذب ومشتت نريد إنهاء الانقسام الداخلي وصولاً للوحدة الفلسطينية الحقيقية».
ومع ذلك لم تخل ساحة المنارة من تجمع وجوه المجتمع المدني البارزة أمثال السيد منيب المصري وأعضاء في حماس وعلى رأسهم السيد عزيز الدويك رئيس البرلمان الفلسطيني.
وفي هذا السياق صرح النائب المستقل مصطفى البرغوثي أن هذه التظاهرة ماهي إلا حركة واعدة تحاول معها كل من فتح وحماس استبعادها وإقصاءها، لكن الأمر لن يحصل طالما أن صوت الشعب الفلسطيني أقوى بكثير...
وفي الوقت نفسه والمكان نفسه أيضاً نشبت مشاجرة وعراك بالأيدي بين فتح وشبان يتظاهرون قضى معظمهم الليل ساهراً ويقظاً في مكانه وقد أصيب أربعة منهم بجروح طفيفة، الأمر الذي دفع بعض أعضاء اللجنة المركزية في فتح والتي تمثل الهيئة العليا للحزب، لتهدئة النفوس وتطمينها بتقديم الدعم والعون لها.
غير أن أسلوبهم هذا أثار حفيظة أحد المستخدمين في منظمة حكومية عالمية والمشاركين أيضاً، وقد انبرى يردد قائلاً: يبدو أن رجال فتح يريدون أن يمثلوا علينا.. نحن لسنا أناساً مغفلين ومخدوعين...فهؤلاء يمثلون جزءاً من المشكلة في طريق الوحدة الفلسطينية والمطلوب الوصول إليها...
بقلم: بنجامين بارث