حينَ أجلسُ تحتها...
ولْيعبرِ الماضي شُرودي.
موغِلاً في كلِّ شيءٍ موغِلٍ في ذاتهِ:
أرفو قميصَ الوقتِ،
أرفوهُ بخيطانِ الخلودِ.
ثمَّ أدعكُ معدِنَ الفوضى ليلمعَ
كي تجفَّ رتابةُ الإيقاعِ في حلقِ النشيد.
حاملاً لغتي، على كتفي، أسيرُ
وحاملاً شكِّي ...
أنا خزَّافُ شكٍّ ينحتُ المعنى
ويكسرهُ على صخرِ الأكيد.
لستُ قدِّيساً ولا متصوِّفاً!
لكنَّني أبدو كمن يحصي
أصابعَ وحدةٍ قُـطِعَتْ ...
فأسرفُ في امتداحِ الوهمِ
يأتي حاملاً كيسَ الحقيقةِ من بعيدٍ
من بعيدِ.
موغلاً في كُـلِّ شيءٍ موغلٍ في ذاتهِ:
جسدي نحاسٌ باردٌ،
ورغيفُ صمتي يابسٌ،
والكونُ من حولي رُكودٌ في ركودِ.
ظِلُّ عنقودٍ سيكفي
كي تفيقَ ثمالتي في كأسيَ الظَّمأى
وظِلُّ حديقةٍ يكفي
لتسمعَ أضلعي صوتَ الورودِ.
طاعناً في وحدتي...
لكأنَّني بيتٌ ويأسي بابهُ...
لا شيءَ يعبرني
سوى ريحٍ تهجِّئُ كفَّـتي يأسي وتلثغُ بالصريرِ/
كأنَّني حجرٌ بمعجمِ هذه الدنيا
ينقِّحني غباري
ثمَّ يقرؤني خلودي.
موغلاً في كُـلِّ شيءٍ موغلٍ ذاتهِ:
قد أعْشَبَتْ عينايَ يا أمِّي
ولم أنظرْ إلى أنثى سواكِ،
ولم أمرِّغْ شهوتي في ماءِ أنثى،
لم أضاجعْ غيرَ حلمٍ/
أعشبتْ عينايَ يا أمِّي
ولم أعثرْ على غير الطفولةِ في بريدي.