وذكر المهندس عبدو حنا برشيني مدير الثروة النباتية في الهيئة والمشرف على أعمال التعزيل أنه تم إيقاف أعمال التعزيل بالآليات الثقيلة بعد أن أصبحت منطقة الغاب شبه خالية من آثار الزهرة إلى أن هذه الأعمال استمرت على مدى العامين الماضيين وحالياً تتبع الهيئة برنامج تنظيف يدوي من خلال ورشات عمل تستخدم الزوارق تقوم بجمع شتلات النبات المتفرقة إن وجدت ضمن سرير الأقنية الفرعية في التويني والقلعة والحويز ومجرى الزيادة هو من المناطق التي كانت ترتكز فيها النبتة كما تستخدم أيضاً في هذه الأعمال شبكات معدنية وأدوات يدوية فردية ذات أذرع طويلة لجمع النباتات المتبقية.
موضحاً بأن الهيئة بادرت بالإسراع بأعمال التعزيل فوراً بعد لحظ وجود النبتة ضمن سرير الأقنية لما لها من آثار ضارة، فهي تخل بعملية التوازن البيئي في المياه حيث يعوق الانتشار الكثيف لهذه النباتات جريان المياه في الأنهار وأقنية الصرف ويؤمن موطناً خصباً لتكاثر الذباب والبعوض ومختلف الحشرات والزواحف الأخرى التي تشكل خطراً على الإنسان والحيوان وتحجب أشعة الشمس من الوصول إلى ما تحت هذا الغطاء النباتي وتؤثر سلباً على باقي أنواع النباتات والأحياء الأخرى التي هي بحاجة إلى ضوء الشمس وبالتالي يتوقف دور الحياة لهذه الكائنات بسبب استهلاك هذه النبتة لكميات كبيرة من الأوكسجين المنحل في الماء بطريق التبخر وخاصة عند ارتفاع درجة حرارة الطقس حيث يفوق وقتها معدل الفقد أربعة أضعاف مثيله.
وأضاف برشيني أن الهيئة لا تزال تتخذ بعض الإجراءات الاحترازية التي طبقتها منذ بدء أعمال التعزيل لوقف زحف هذه النبتة كوضع حواجز وشباك معدنية على مداخل ومخارج بعض الأقنية المائية وذلك لمنعها من الانتشار وهذا الأمر ساعد في بقائها ضمن مساحة لا تتجاوز 74 كيلو متراً مشيراً إلى أن أعمال التنظيف اليدوي ستستمر خلال هذا العام للقضاء التام على الزهرة وبالأخص في هذا التوقيت من العام لأنها حالياً في فترة سبات وكذلك تحسباً لوجود أي بؤر قد تظهر خلال فترة نمو النبتة في أوائل الربيع.
يشار إلى أن الموطن الأصلي لنبات زهرة النيل الذي يعد من أخطر النباتات ضرراً على الإنسان والبيئة في العالم هو حوض نهر الأمازون في قارة أميركا الجنوبية ومنها انتشر إلى العديد من دول العالم.