في بلدنا وإعطاء أولادنا فرصة أكبر كي تزداد مداركهم وتحثهم على الاستمرار في تحصيلهم الدراسي وخاصة في المناطق النائية التي يتدنى فيها المستوى التعليمي وكذلك الأمر في التجمعات السكنية الفقيرة التي يفضل فيها بعض الآباء تسريب أولادهم من المدارس في مراحلها الأولى وزجهم في سوق العمل في سن مبكرة بغية الحصول على أجورهم التي تساعد بعض الشيء في تحسين الوضع المعيشي المتدني لتلك الأسر, فقد لاحظنا منذ صدور مرسوم تمديد مرحلة التعليم الأساسي انخفاضاً في بعض المظاهرالتي كانت تعم شوارعناكالأطفال الذين يبيعون العلك وأكياس النايلون , إلا ان هناك عدداً قليلاً من الناس يصر على ان ممارسة عمل بعض الصناعات قدرهم وهو المستقبل الذي يعولون عليه تحسين ظروفهم المعيشية وربما كان ذلك تلقيناً من آبائهم الذين رسموا لهم مستقبلهم من خلال الاشتغال ببعض الصناعات دون الاكتراث بالعلم وأهميته في حياة الفرد بشكل عام . ولعل البطالة المنتشرة في صفوف المتعلمين قد لعبت دوراً كبيراً في إقناع هؤلاء الآباء بما هم مقدمون عليه .
وبعض ما يردنا بشأن عمالة الأطفال يدل على ان الظروف المادية السيئة التي يعيشها هؤلاء هي التي تدفعهم الى التسرب من التعليم الاساسي والانخراط فوراً في سوق العمل والذي لايتناسب وظروفه الصعبة مع قدرهؤلاء الاطفال على التحمل , ويبقى دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مقتصراً على محاربة عمالة الأطفال دون إيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة التي تترك آثارها السلبية على المجتمع بأكمله . وهنا لابد من السؤال هل تبقى الجهات المسؤولة مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث دون معالجة الاسباب الحقيقية لتسرب الاطفال من مدارسهم أم ان هذه الاسباب ستظل عصية على الحل وتبقى الحلول في قمع الظاهرة دون إيجاد حلول جذرية لأسبابها .
أزمة تتكرر
أزمة تتكرر سنوياً مع بدايةفصل الشتاء ولا ندري إذا كانت أزمة مفتعلة أم فعلية لاسيما بعد تصريحات الجهات الرسمية والتي تؤكد على توفر المادة , إنها أزمة النقص الحاد لمادة المازوت الهامة التي لايمكن الاستغناء عنها صيفاً وشتاءً إلا ان ازدياد الطلب عليها شتاءً يكشف عن عدم توفرها بشكل ميسر في محطات الوقود . ففي الشكوى التي وردتنا من المهندس محي الدين عبد الوهاب من قاطني الميدان في محافظة دمشق يشكو فيها عدم توفر مادة المازوت وأن هناك أزمة حقيقية تنعكس سلباً على المواطنين ليس في منطقة الميدان فقط وإنما في معظم أحياء مدينة دمشق وريفها ويؤكد المواطنون أن هناك عدة محطات وقود قد أغلقت أبوابها نتيجة لعدم توفر المازوت ... ويتساءل :طالما أننا لم نشهد زيادة رواتب فلماذا الزيادة في ارتفاع أسعار مادة المازوت فقد وصل سعر الليتر الواحد الى تسع ليرات سورية لدى الباعة الجوالين . علماً ان الجهات المسؤولة تقوم سنوياً بتحديد أجور موزعي المازوت على ان يقوم هؤلاء الباعةبالاعلان عن الاسعار المحددة بشكل واضح وظاهر وذلك عملاً بالقرار /1864/ الناظم لكيفية الاعلان عن أجور بدل الخدمات إلا انها في الوقت ذاته لاتفرض عليهم أي رقابة وتترك لمزاجيتهم وأهوائهم التحكم بأسعار المادة حسبما يرغبون .