|
الشكوى تتراجع وأهل مكة أدرى بشعابها!!...موسم سياحي غير مسبوق.. والوافدون تجاوزوا 3 ملايين سائح خلايا أزمة.. واحتياطات.. والحجوزات فاقت التوقعات اقتصاد وشهدت سورية موسماً جيداً, لجهة نسبة الاشغال في الفنادق والشقق المفروشة, وسجل الموسم حركة تملك لمزيد منها اضافة إلى استئجار السيارات إذ فاق الطلب ماهو متوافر في السوق. ومع نهاية السنة ستحقق سورية زيادة لافتة في عدد السياح عن العام الماضي, مايؤكد تعافي السياحة بعد أحداث 11 أيلول, وتفيد تقارير اقتصادية, أن السياحة ستشكل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي الذي يعول عليها الكثير مع تدني الموارد النفطية, خصوصاً إذا ما لامس القرارات الأخيرة للمجلس الأعلى للسياحة أرضية الواقع. وتتوقع تقديرات القيمين على القطاع السياحي أن يتجاوز العدد مع نهاية العام حاجز 3 ملايين سائح, ووصل خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة 2,7 مليون سائح. والثابت أن سورية وعلى مدى السنوات العشر حققت تطوراً في قطاع السياحة الذي بات يشكل نسبة 7% من الناتج القومي( بحسب معطيات وزارة السياحة) كما تمكنت من جذب استثمارات وظفت في هذا القطاع وبلغت نحو 3 مليارات دولار. كما نجحت في الحفاظ على موقعها كمقر اصطياف جيد بالنسبة للسياحة العربية لهذا الموسم بنسبة نمو 12% وتمكنت من استقدام أعداد من الأوروبيين تجاوز أعداد العام الماضي بنحو 5% خلال الأشهر التسعة الأولى, وحققت على صعيد سياحة المبيت نمواً بحدود 13% وتشير مصادر السورية للطيران إلى تحقيق زيادة بعدد الرحلات الدولية ا لمنفذة بنسبة نمو 15% لهذا العام عن ال 2004 عكست زيادة في ساعات التشغيل, وحققت نسبة امتلاء تجاوزت 95%. وأطلقت السياحة حملة ترويج مكثفة لاستعادة الوافدين الأوروبيين على مدى أربع سنوات, كانت حصيلتها ادراج اسم سورية, على قائمة بعض المقاصد السياحية, في حين قرر منظمو رحلات في كل من النمسا وفرنسا والصين الموسم المقبل ايفاد مجموعة من الاختصاصيين في السياحة إلى سورية بهدف التعرف على الحياة الاجتماعية وعناصر الجذب الفريدة التي تتمتع بها . إذاً( موسم جيد) ذلك الذي شهدته مناطق سورية ا لسياحية ومناطق الاصطياف يؤشر إلى عودة السياحة, ويعترف أهل القطاع ( بأن الموسم كان غير مسبوق, غير أن السياحة بمفهومها الحقيقي لا تزال دون الطموحات المستهدفة) بينما تتفق الكثير من ادارات الفنادق والمطاعم ومكاتب سياحة وسفر على ضرورة العمل وفق خطط طوارىء تحسباً لأي تراجع محتمل في معدلات الموسم المقبل, إذ حققت مكاتب السياحة والسفر خلال الأشهر الأولى من العام الحالي 501 ألف ليلة سياحية في مقابل 337 ألف ليلة سياحية خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. المؤتمرات تستحوذ النسبة الأكبر وأجمع سياحيون أن الوافدين القادمين لهذا الموسم افتقروا إلى الخدمات الأساسية التي تؤهل سورية لاستقبال المزيد إضافة إلى الفنادق من فئات النجمتين والثلاثة والبنية التحتية المناسبة, وعزوا حركة التزايد السياحي إلى المؤتمرات والوفود التي استحوذت الفنادق على نسبة كبيرة منها. وعلى الرغم من القرارات الأخيرة لزيادة أعداد الوافدين القادمين إلى سورية, أكدت مكاتب سياحة وسفر( أن عدم التنسيق بين دوائر الدولة ذات العلاقة تحول دون تطبيق القرارات إضافة إلى عدم الوضوح والشفافية). ويرى غسان ادريس ( صاحب مكتب سياحي) أن ( تركز الحركة مدة 45 يوماً غير كاف, وهذه ليست سياحة بالمعنى الحقيقي لكونها لا تدوم طيلة أشهر السنة, ولا تتوزع الحصص في كل المناطق, مشيراً إلى أن 80% من عدد السياح هم من المواطنين العرب الذين يقيمون في هذه الفترة في حين لا تتجاوز إقامة السياح الأوروبيين فترة الاسبوع, لافتاً إلى أن الموسم كان جيداً). في حين دعا طارق الشلاح صاحب مكتب سياحي ( إلى ضرورة فتح أسواق جديدة مثل أوروبا الشرقية سابقاً والصين مثلاً وإعادة تأهيل المنتج السياحي السوري, وإقامة هيئة ترويجية تدار بعقلية القطاع الخاص, وهيئة متخصصة لدراسة الأسواق السياحية). وأكدت من جانب آخر- مصادر سلسلة فنادق الشام أن وسطي اشغال الفنادق خلال العام لم تعتمد على السياحة الأوروبية, والتي لا تتجاوز نسبة محدودة, بينما اعتمدت اشغالات الفنادق على حركة المؤتمرات والوفود القادمة إلى سورية وعلى السياحة الداخلية التي تنشط خلال موسم الصيف خاصة على الساحل. واعتبر سليمان نصر الدين المسؤول عن المطاعم في سياحة دمشق( أن مطاعم دمشق سجلت هذا الموسم إقبالاً لجهة السياحة العربية والداخلية ما ينم عن حركة ونمو سياحيين مشيراً إلى ضرورة العمل لتحرير الأسعار مقابل تأمين النظافة المطلوبة وتسوية الخدمات المصنفة مع توفر رقابة موضوعية وآلية شفافة وعصرية). حجوزات غير عادية وكانت ترددت أخيراً شائعات حول إلغاء حجوزات الربيع المقبل, وتأثر الحركة السياحية نتيجة الضغوطات الدولية والتلويح بعقوبات اقتصادية, في حين تفيد البيانات السياحية الأخيرة بارتفاع عدد السياح الذين أتوا إلى سورية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي حيث بلغ عدد القادمين العرب من دول الخليج العربي 555 ألف قادم بزيادة 12% بينما بلغ عدد السياح الأوروبيين 227 ألف سائح بنسبة زيادة 5%. وتظهر الاحصاءات تطور سياحة المجموعات المنفذة عبر مكاتب السياحة والسفر في الأشهر التسعة الأولى بعد أن استعادتها نسبياً خلال عام 2004 نتيجة الانخفاض الشديد الذي شهدته الأعوام 2002- 2003 متجاوزة بذلك ما تحقق في عام ,2000 حيث قدر عدد الليالي السياحية المنفذة عبر مكاتب السياحة والسفر نحو 500 ألف ليلة سياحية أما بالنسبة لسياح المبيت فبلغ عددهم 2,38 مليون سائح بزيادة نحو 17% عن العام الماضي. ولفت رئيس غرف السياحة السورية نشأت صناديقي( أن مكاتب السياحة والسفر لديها أدواتها الخاصة في مواجهة أي تراجع محتمل على الحركة السياحية أو تداعيات موسم الربيع المقبل, مشيراً إلى أن الاتصالات جارية مع المراسلين في الخارج لإ يجاد بدائل مناسبة لزيادة عدد القادمين إلى سورية, قبل أن يؤكد على ضرورة التركيز على السياحة العربية والدينية كرافد مهم علماً أن هناك 100 ألف سائح قادم من البحرين فقط لزيارة المقامات الدينية) وأضاف صناديقي ( أن وزارة السياحة أعطت القطاع الخاص أخيراً دوراً تحفيزياً للعمل السياحي, واليوم ينتظر من الخاص السياحي مواجهة أي أزمة يمكن أن تترك أثرها على المشهد السياحي, لافتاً إلى تشكيل خلايا أزمة لمواجهة التداعيات المحتملة, ووضع الحلول المناسبة قبل أن يشير إلى أن الموسم كان جيداً جداً, والاحتياطات موجودة, وحجوزات الربيع ا لمقبل فاقت التوقعات). تراجع الشكوى ويبدو الرضا في وجهة النظر الرسمية باعتراف أهل القطاع بنجاح الموسم (على غير عادة) رغم الضغط الإعلامي والسياسي الذي طال سورية مع بدء الموسم. ومع ذلك تمكنت من استقدام 3 ملايين سائح و300 رجل أعمال واستثمارات من الوزن الثقيل للاطلاع على الواقع. وربما كان الرضا مصدره تراجع الشكوى التي كانت سائدة في عقلية القطاع الخاص!! يقول وزير السياحة الدكتور سعد الله آغا القلعة ( إن الموسم كان فعلاً غير مسبوق, ولكن هل نستطيع أن نجزم أن هذا العدد يليق بسورية ومقوماتها.. بالتأكيد سورية تستحق 20 مليون سائح سنوياً, فرغم توفر المقومات الطبيعية والتاريخية والأمن والاستقرار وتقاليد الضيافة فإننا بحاجة إلى سرير بجودة منافسة وأنشطة سياحية تساهم في قضاء أوقات ممتعة, وإلى مطارات وحدود لائقة, لافتاً إلى أن العمل يتم لتحقيق التوازن بين زيادة القدوم وتوفير البنى اللازمة, وزيادة عدد السياح وتحقيق الترويج في حدود الموازنة الخاصة لوزارة السياحة, والتي لا تتجاوز مليون دولار, وهي توازي نسبة 2,5% من موازنة كل دولة من دول الجوار العريقة سياحياً لافتاً إلى أن كل دولار يصرف في مجال الترويج السياحي يستقدم أعداداً من السياح مقابل دول لديها موازنات كبيرة ولا تحقق هذه النسب في الزيادات). ورداً على الشكوى التي كانت سائدة وغياب الرضا لدى القطاع الخاص.. أضاف آغا القلعة ( إذا افترضنا أن عدد السياح الوافدين إلى سورية خلال العام بلغوا 3 ملايين سائح, وفي المعايير الدولية 4% من عدد السياح يجب أن يكون عدد الأسرة الفندقية, وعدد الأسرة في سورية هي بحدود 40 ألف سرير بمعنى أن ثلث العدد بحاجة إلى 120 ألف سرير وحسب الدراسات التي أجريت عملياً إن 2 مليون سائح من أصل 3 ملايين سائح يقيمون في شقق مفروشة باعتبار أن 78% من السياحة السورية هي سياحة عربية نتيجة الأحداث الاقليمية, وضعف الترويج الخارجي في أوروبا). ولفت وزير السياحة ( إلى أن هناك تقليداً في سورية هو أن الحصول على فيزا غير مطلوب للأشقاء العرب, لذلك نركز على الترويج العربي حالياً, وبما أن 78% هي سياحة عربية لا تقيم في الفنادق ولا تأتي عن طريق وكالات السياحة والسفر, وتعتمد على الشقق المفروشة, وتنفق بوسطي انفاق أعلى من وسطي انفاق السائح الأوروبي الذي يأتي عن طريق مكاتب السياحة والسفر الذي يقيم في فندق, فمكاتب السياحة والسفر والفنادق غير معنية بهذه الشريحة). ويضيف آغا القلعة( أما إذا أخذنا وسطي الاشغال في الفنادق على مستوى ا لعام نجد أنه بلغ العام الماضي 50% وتجاوز العام الحالي 62% و معدل جيد باعتبار أن أعلى وسطي عالمي في الأشغال حسب منظمة السياحة العالمية بلغ في قبرص 63% على كامل العام وفي فرنسا بلغ وسطي الأشغال فيها 60% إذاً الجدوى الاقتصادية واضحة من تزايد عدد السياح بنسب كبيرة غير مسبوقة.. لكن تبقى المشكلة هل هناك بيئة استثمارية مناسبة أم لا?! فمجموعة القرارات التي أصدرها المجلس الأعلى للسياحة ستحقق بيئة استثمارية وهي التي بدأ المستثمرون يعون أهميتها.
|