لا تزال هذه القضية تعزز تداعيات جديدة سيئة الصيت تجاه واشنطن فقد طالب اعضاء في حزب الخضر الالماني واعضاء بمنظمة العفو الدولية الحكومة الالمانية بإثارة قضية استغلال المخابرات المركزية الامريكية سي اي ايه لمطارات اوروبية في نقل مشتبه بهم في عمليات ارهابية خلال زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لالمانيا الثلاثاء المقبل.
ودعت رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب الخضر وزير الخارجية الالماني الجديد فرانك فالتر شتايتماير ألا يراعي العلاقات بين المانيا والولايات المتحدة على حساب المصالح الاوروبية مشيرة الى ان على الحكومة الالمانية ان تعلم ما يجري في المطارات الالمانية وما اذا كان الاسرى قد عوملوا معاملة حسنة.
من جهتها دعت باربارا لوخ بيلر الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية في المانيا المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لمناقشة هذه القضية مع رايس خلال لقائها معها.
واعربت لوخ بيلر عن اعتقادها بان الهيئات الالمانية كانت على علم بهذه الرحلات.
من جهتها افادت مجلة دير شبيغل الالمانية في عددها الصادرأمس عشية الزيارة التي ستقوم بها رايس الى المانيا ان برلين لديها لائحة مفصلة بما لا يقل عن 437 وحلة جوية سرية قامت بها طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ال سي آي ايه في المجال الجوي الالماني.
واضاف المجلة ان اللائحة تشمل تنقلا طائرات اجهزة الاستخبارات الامريكية في المجال الجوي الالماني وعمليات هبوط في مطارات تقع في المانيا.
واكدت المجلة ان طائرات من هذا القبيل قد تكون استخدمت لنقل ارهابيين مفترضين وايداعهم في معتقلات سرية.
كذلك افادت شبيغل ان طائرتين تابعتين لل سي آي ايه استخدمتا وحدهما المجال الجوي الالماني او هبطتا في مطارات تقع في المانيا 137 مرة خلال 2002 و 146 مرة خلال 2003 ومعظمها في فرانكفورت (غرب) وبرلين في قاعدة رامشتاين الامريكية غرب.
والولايات المتحدة متهمة منذ بداية تشرين الثاني باستخدامها منذ 2001 مطارات اوروبية او بالتحليق في المجال الجوي الاوروبي بطائرات سي اي ايه تنقل على متنها معتقلين يشتبه في تورطهم في الارهاب الى بلد يمارس فيه التعذيب.
وافادت صحيفة ذي غارديان البريطانية مستندة الى معلومات الطيران المدني الامريكي ان اكثر من 300 طائرة استخدمتها ال سي اي ايه حطت في اوروبا.
من جهته اكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ثاباتيرو ان الاوروبيين يتنظرون معلومات صحيحة وملائمة من واشنطن ردا على طلب تقديم توضيحات وجهته الرئاسة البريطانية للاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع.
وكشفت الصحف الامريكية والاوروبية ان ال سي اي ايه ارسلت ارهابيين مفترضين الى بلدان يمكن ان يتعرضوا فيها للتعذيب في طائرات توقفت في مطارات اوروبية اوعبرت اجواء بلدان اوروبية وخصوصا في بريطانيا او المانيا.
وقد قتحت الحكومة البلجيكية من جهتها تحقيقا للتأكد مما اذا كانت مطارات مدنية او عسكرية استقبلت طائرات امريكية على متنها معتقلون اسلاميون.
وال سي اي ايه متهمة ايضا بإقامة مراكز احتجاز سرية في اوروبا الشرقية وخصوصا في بولندا ورومانيا.
غير ان بورتر غاس مدير وكالة الاستخبارات الامريكية لم ينف وجود سجون سرية تابعة لل سي اي ايه في مختلف انحاء العالم حيث يعتقل افراد مشبوهون بالارهاب.