هاجم رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي الحكومة العراقية الحالية واتهمها بالتقصير والاهمال في ادارة شؤون البلاد محملا اياها مسؤولية تردي الوضع الامني.
في حين اثارت المعلومات عن نشر مقالات لضباط امريكيين باسم صحافيين مستقلين في صحف عراقية سخطا واسعا في الاوساط الاعلامية العراقية التي اعتبرتها فضيحة تتنافى مع اخلاقيات هذه المهنة.
وكانت صحيفة (لوس انجليس تايمز) كشفت الاربعاء الماضي ان الجيش الاميركي يقدم مكافآت مالية سرية لصحف عراقية لنشر مقالات كتبها عسكريون اميركيون ثم ترجمت الى اللغة العربية بمشاركة شركة (لينكولن غروب) الاميركية للعلاقات العامة.
وتقدم هذه المقالات على انها لصحافيين مستقلين وتشيد خصوصا بعمل الاميركيين والعراقيين على الارض لاعادة اعمار العراق وادانة عمليات المقاومة. واوضحت المجموعة الاعلامية الاميركية (نايت ريدر) الخميس ان الجيش الاميركي دفع ايضا لصحافيين عراقيين مبالغ تصل الى مئتي دولار ليكتبوا مقالات تشيد بقوات التحالف.
ويبدو ان هذه المبالغ دفعت الى اعضاء في نادي الصحافة في بغداد وهو منظمة اقامها ضباط اميركيون منذ اكثر من عام.
وقد اثارت هذه المعلومات سخطا في الوسط الاعلامي العراقي حيث وصفها بعض الصحفيين العراقيين بالفضيحة.
من جهته, قال صحافي عراقي اخر يعمل في احدى الصحف العراقية المستقلة فضل عدم الكشف عن اسمه ان (هذا الامر يعد خدعة مهنية).
واضاف (يفترض بالصحافي الملتزم ان لا يقع في مثل هذه العملية البعيدة عن الثوابت المهنية الحقيقية للعمل الصحافي).
واكد ان (العمل الصحافي يرتكز اساسا على اظهار الحقائق والوقائع الحياتية بدلا من نشر المواضيع الزائفة).
ودافع الجيش الاميركي عن هذه الممارسات موضحا انها تهدف الى تطويق (الاكاذيب) التي ينشرها تنظيم القاعدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال ريك لينش (نحن لا نكذب ولا نحتاج الى الكذب بل نسمح لقادتنا على الارض بان يكونوا قادرين على نقل المعلومات الى الرأي العام العراقي).
واضاف (يواصل (ابو مصعب) الزرقاوي (زعيم تنظيم القاعدة في العراق) الكذب على العراقيين وعلى الاسرة الدولية).
وبرر اللفتنانت كولونيل باري جونسون المتحدث العسكري الاميركي نشر هذه المقالات, موضحا انها (برنامج يتيح نشر معلومات في الصحف العراقية عن وقائع العمليات الجارية).
واضاف ان هناك (عمليات تخويف وكثيرا من الجرائم وطرقا اخرى للتلاعب بالصحافة, لذلك اعتبرنا ان من الضروري التأكد من ان الوقائع قد نشرت).
وفي واشنطن, اعرب البيت الابيض عن (قلقه الشديد) من هذه المعلومات وطلب من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) توضيحات.
من جهة ثانية طالبت جامعة الدول العربية بوقف التصعيد الخطير الجاري حاليا في العراق محذرة من أن ذلك سيخلق أوضاعا خطيرة وأكثر توترا.
وشدد الامين العام للجامعة عمرو موسى في تصريح امس على ضرورة وقف التصعيد بشكل فوري والعمل على حماية جميع المدنيين مشيرا الى ان الجامعة تتابع اتصالاتها لهذا الغرض.
ولفت موسى الى انه تلقى العديد من الاتصالات من أطراف عراقية تطالب بوقف العمليات العسكرية.
الى ذلك هاجم رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي بشدة امس الحكومة العراقية الحالية التي يرأسها ابراهيم الجعفري واتهمها بالتقصير والاهمال في ادارة شؤون العراق محملا اياها مسؤولية تردي الوضع الامني بالبلاد.
ونقلت رويترز عن علاوي قوله ان حكومة الجعفري وقفت عاجزة امام تفشى ظاهرة الفساد الاداري وبات العراقيون يدفعون الرشاوى للحصول حتى على الخدمات البسيطة كالمياه والكهرباء والوقود مضيفا ان هذه الظاهرة وصلت الى مرافق وزارة الداخلية العراقية حيث تدفع الرشا في بعض مراكز الشرطة ونقاط التفتيش العراقية.
وقال ان عملية انعاش الاقتصاد العراقي الذي يعاني من حالة ركود تام عملية ليست باليسيرة وان الحكومة التي كان يرأسها اتخذت قرارات ساعدت في نهوض الاقتصاد العراقي الا ان سياسة الحكومة الحالية قد اضرت كثيرا بالاقتصاد العراقي الحالي من خلال عدم التزامها بتلك القرارات.
وفي ملف الرهائن الغربيين تأمل الحكومة البريطانية في الافراج عن الرهينة نورمان كمبر المخطوف في العراق مع ثلاثة رهائن آخرين اميركي وكنديان رغم تهديد الخاطفين بقتلهم.
ونقلت اف ب عن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله اننا نحقق بالتطورات الجديدة ونحن على اتصال دائم مع عائلة كمبر ومع السلطات العراقية وما زلنا نأمل بان يعود كمبر وزملاؤه سالمين الى عائلاتهم.
وكان خاطفو الرهائن الغربيين الاربعة في العراق هددوا بقتلهم اذا لم يفرج عن جميع المعتقلين في السجون العراقية والاميركية في البلاد قبل الثامن من الشهر الجاري حسب ما ذكرت محطة الجزيرة الفضائية القطرية نقلا عن بيان مرفق بشريط مصور صامت بثته الليلة الماضية.
وفي هذا السياق قال مصدر في المجلس الاسلامي البريطاني امس ان احد ابرز المسؤولين في هذه الجمعية, انس التكريتي وهو عراقي الاصل, وصل الى العراق في محاولة للحصول على اطلاق سراح الرهينة البريطاني نورمن كمبر وهو ناشط سلام يبلغ من العمر 74 عاما.