هو ذا أنا
أُخبّئُ في جسدي الأقحوانَ
وعطر الندى
وأبني تفاصيل حُلمي الجديد
فضاءً أُخلّيهِ .. رحبَ الصدى
خضتُ الحروبَ مع المستحيلِ
وطفتُ المصاعبَ
طفتُ السُدى
وما زلتُ أُرجئُ حقدي ليومٍ
أكونُ به قد سئمتُ الخُطا
هبيني وجودي.. هبيني الحياة
هبيني المدى
هبيني تعلُّمَ درس العناءِ
لأحيا بغابٍ غدا موقِدا
بغابٍ يُعبِّئُ من صمتِ صمتي
حليباً يُغذي بهِ الكبريا
هبيني شعوراً ونطفةَ روحٍ
لأزرعَ في أهلهِ سرمدا
أنا ما خُلِقتُ لأُمسي رفاتاً
فمن تربةِ الموتِ لي مولِدا
كما قد سئمتُ اللذوذَ بعيشٍ
بهِ قد تجلّت سهامُ العِدا
وسُطِّرَ في أمنهِ حبر خوفٍ
بأيدٍ لها أن تَمُسَّ الردى
وتغرقَ حُبّاً به دونَ قيدٍ
لزاماً مع الشرِّ
بئسَ الهُدى
بئسَ الهُدى