تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المقعد

رسم بالكلمات
الأثنين 14-2-2011م
إيمان المصري

هذا هو مقهاه المعتاد، يدخله بخطاه الرتيبة، والمتعثرة. ينشر نظره في المكان, ثم يجلس على المقعد الذي يجلس عليه عادة. بعدها ينادي صبي المقهى، ويطلب قهوته «السادة » وفي كل مرة يقرأ طالعه، ويغادر المقهى... هذا ما كان يفعله كل يوم، وقت الظهيرة .

ذات يوم أتى إلى المقهى، رمى نظره، وإذ بأحدهم ينهض عن المقعد الذي كان يجلس عليه عادة . حينما جلس، شعر بألم حاد في رأسه، وأحس بأن حرارته ترتفع، وأن قلبه يدق بقوة.‏

-(آه.. ما الذي أصابني؟ يبدو أن العمل قد أرهقني اليوم) قال ذلك بصوت مرتعش.‏

في اليوم التالي تكرر الأمر ذاته، فظهرت العوارض نفسها. قرر الذهاب إلى الطبيب، الذي فحصه، وأجرى له التحاليل المناسبة، ثم أخبره: أنت سليم معافى.‏

بعد عدة أيام ذهب إلى المقهى، رأى أن مقعده فارغ، تنفس الصعداء, ذهب مسرعاً، جلس ثم طلب قهوته.‏

يدخل نفس الشخص الذي كان يجلس على مقعده من قبل، حين دقق النظر في وجهه، عرف فيه ذلك الصحفي الذي يسكن في البناء المقابل لبيته. الصحفي يتوجه مباشرة إلى طاولته.‏

أحس بألم حاد في رأسه، وبأن حرارته ترتفع، وأن قلبه يدق بقوة.‏

«الآن فهمت » قال في سره.‏

إنه ذلك المقعد الذي كان يجلس عليه الصحفي الذي يكتب موضوعات اقتصادية وسياسية غريبة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية