ذات يوم أتى إلى المقهى، رمى نظره، وإذ بأحدهم ينهض عن المقعد الذي كان يجلس عليه عادة . حينما جلس، شعر بألم حاد في رأسه، وأحس بأن حرارته ترتفع، وأن قلبه يدق بقوة.
-(آه.. ما الذي أصابني؟ يبدو أن العمل قد أرهقني اليوم) قال ذلك بصوت مرتعش.
في اليوم التالي تكرر الأمر ذاته، فظهرت العوارض نفسها. قرر الذهاب إلى الطبيب، الذي فحصه، وأجرى له التحاليل المناسبة، ثم أخبره: أنت سليم معافى.
بعد عدة أيام ذهب إلى المقهى، رأى أن مقعده فارغ، تنفس الصعداء, ذهب مسرعاً، جلس ثم طلب قهوته.
يدخل نفس الشخص الذي كان يجلس على مقعده من قبل، حين دقق النظر في وجهه، عرف فيه ذلك الصحفي الذي يسكن في البناء المقابل لبيته. الصحفي يتوجه مباشرة إلى طاولته.
أحس بألم حاد في رأسه، وبأن حرارته ترتفع، وأن قلبه يدق بقوة.
«الآن فهمت » قال في سره.
إنه ذلك المقعد الذي كان يجلس عليه الصحفي الذي يكتب موضوعات اقتصادية وسياسية غريبة.