إنه اللون الأحمر الذي اعتادت رؤيته العيون كل يوم حيث الدماء المستنزفة من صدور الشباب والنساء والأطفال العربي في فلسطين والعراق وفي كل أرض عربية ملتهبة من أجل الكرامة الوطنية وأخرى مشتعلة في بقاع العالم، فالأحمر لم يعد يروي قلوب العشاق برمزيته بل زحف إلى قبور الأموات معلناً الطاعة لراحة النفوس التي أزكمها الوجع والأنين ، حيث الذراع الوحشية للآلة المدمرة أفسدت كل شيء في هذا العالم المادي الذي يتسابق نحو الشر والرزيلة.
في عيد الحب الذي درج عليه الطقس الاجتماعي نسأل أنفسنا كيف ستكون الحياة تشبه صورتها الآدمية، لولا قدسية وطهارة حروف الحب وما تحملاه من معان؟ لماذا حولنا النظام المادي المتجمد إلى آلة من آلاته التقنية كما السلعة تطحن بغلاظتها ومعداتها كل أشواقنا وذكرياتنا في أرضنا وحارتنا وشوارعنا.
لماذا كل هذا اللهيب الحارق والجارف لكل القيم والأعراف، ألم تشبع نفوس الطغاة الشرهة بعد من دم البشر السائل باستمرار في كل مكان يروي الأرض العطشى للمطر لا للدماء والعداء.
أليست قصائد الغزل والشعر العربي وألم فالنتاين وتضحياته تعكس مشاعر اللحم والدم والوجدان المغلفة بالأحاسيس النبيلة ، كفيلة باخضرار القلوب واختصار الدروب وإيصال الورود للعيون المنتظرة الحالمة بلمسة دفء وخفقة فؤاد؟.
ghoson.s37@gmail.com