تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دعوة مجانية ..!

مجتمع
الأثنين 14-2-2011م
ابتسام هيفا

في كل عام ومع اقتراب يوم الرابع عشر من شباط نبدأ بسماع عبارات النقد والاتهام الموجهة إلى كل من يعترف بهذا العيد أو تظهر عليه علامات الاحتفال به، منهم من يقول: إن عيد الحب اقتبسناه من الغرب... وآخرون يقولون إننا كعرب لا نهتم سوى بالقشور.. وغيرهم ممن يصدرون الفتاوى.

لهؤلاء نقول: إننا جديون ومكافحون ونقضي معظم أيامنا وأوقاتنا في العمل واللهاث وراء لقمة العيش.. فنرى الأم تقضي نصف نهارها في عملها والنصف الآخر في تأمين متطلبات الزوج والأولاد، كذلك الأمر بالنسبة للآباء الذين أغلبهم يعملون بدوام إضافي فلا يلتقي مع عائلته إلا بضع ساعات في اليوم وخلال هذه الساعات القليلة يكون محور الحديث حول شؤون الأبناء.. أو حاجيات المنزل.. ومشاهدة برامج التلفزيون بصمت فلا وقت للزوج أن يغازل زوجته أو يسمعها بعضاً من الكلمات الجميلة.‏

وأقول لهم: نحن نعطي كل شيء حقه ونحن متابعون لما يجري على الساحة العربية نتأثر وننفعل ونعبر عن رأينا.‏

كل بطريقته فليس بوسعنا فعل أكثر من ذلك.. حتى ابنتي ذات الثانية عشرة من عمرها تعي ماذا يحصل في مصر ولبنان، وماذا حصل في العراق وكم بكت وتألمت على أطفال غزة.‏

منذ أيام قليلة لاحظت ابنتي تحول واجهات أغلب المحال إلى واجهات حمراء فقالت لي: ماما سوف أجلب لك في عيد الحب... فهل أقول لها لا أريد منك هدية لأن هذا العيد اقتبسناه من الغرب...أما زوجي الذي يغيب عن المنزل عشرة أيام متفرقة في الشهر بحسب طبيعة عمله وباقي الأيام يعود في المساء فما المانع إذا قدم لي وردة حمراء في عيد الحب، وقال لي: إنه لا يزال يحبني بعد خمسة عشر سنة زواج..‏

في عيد الحب أقول: لكل زوج أن يدعو زوجته إلى مكان هادئ لتناول فنجان من القهوة.. أو تناول عشاء وعلى أنغام موسيقا هادئة يمسك يدها وينظر في عينيها ويقول لها: لطالما أحببتك.. مع وردة حمراء ربما لم يقدمها لها منذ سنة أولى زواج.‏

كذلك سأقبل هدية ابنتي وأضمها إلى صدري لأنها فكرت أن تفعل شيئاً لأجلي لتعبر لي عن حبها لي.. أما أنا فسأصنع لها قالباً من الحلوى بشكل قلب أحمر أقدمه لعائلتي وأشعل شمعته وأقول لهم: أحبكم كثيراً فأولادنا منا يتعلمون أبجدية الحب.‏

أما فالنتاين فيستحق أن نتذكره ولو ليوم واحد في السنة ونترحم عليه لأنه أعدم من أجل الحب... بينما في أيامنا هذه كم من شاب أحب فتاة وتزوج بأخرى مصلحته معها.. وكم من فتاة ؟ عن حبيبها لترتبط بابن العز والجاه والمال ليلبي طلباتها ويغنيها عن الحب.‏

ربما أثرت غضب البعض من كلامي هذا ولهؤلاء أقول: «لا تحملوها زيادة» فالحياة ضحك ولعب وجد وحب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية