تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المشاعر لا تختزل بيوم

مجتمع
الأثنين 14-2-2011م
ميسون نيال

منذ أن احتفل محبو المناسبات السعيدة في العام الماضي بعيد الحب وحتى أيام قليلة ماضية من الآن كانت النسوة (الطبقة المخملية) تتناقلن حجم وسعر ونوع الهدايا التي تم تقديمها بمناسبة هذا العيد الميمون

والذي كان يرمز إلى البساطة والعفوية ولكن لم يتركوه في حاله فارتؤوا أن يطوروه بل يشوهوه فتحول إلى ساحة تتنافس من خلاله النسوة كي توهم الآخرين بمدى أهميتها ومحبة الشريك لها.‏

ومنذ فترة ليست ببعيدة التقيت ببعض سيدات المجتمع، هكذا يطلق عليهن، فكان معظم حديثهن عن انتظارهن لمجيء هذا اليوم بفارغ الصبر كي يرين المفاجأة الكبرى التي حضرها لهن أزواجهن، ففي العام الماضي كانت الهدية مفاتيح سيارة جبلية معلقة بحمالة ذهبية تحمل علامة وإشارة الشركة المصنعة للسيارة وتدخلت سيدة أخرى من الطبقة نفسها كي تتحدث عن محبتها لاستخدام أساليب مبتكرة في تقديم هدايا هذا العيد فهي لا تحب الهدايا الكلاسيكية والمتعارف عليها بين الناس بل تحب الهدايا المختلفة والمميزة وطبعاً حديثها هذا كان لنسألها عن هديتها في العام الماضي ففعلنا وسألناها فقالت: قام زوجي بإهدائي دبدوباً كبيراً جداً لونه أحمر وقد طلب من الشركة المصنعة لمثل هذه المنتجات تجهيزه على نحو خاص من أجلي لأن الشركة لا تنتج مثل هذا الحجم بالعادة حيث لا يمكن نقله وحمله باليد ما دفع زوجي إلى استدعاء رافعة خاصة بالأبنية وقد أشرف هو بنفسه على تزيينه ليضع عليها الدبدوب الملفوف بأشرطة مميزة. وأضافت السيدة: لا أكتمكم سراً بأن الحارة كلها بل الحي بأكمله بقي طوال العام يتحدث عن هذه الهدية المميزة التي قدمها زوجي لي ويبدو أن علائم الدهشة كانت بادية على وجهي وبالفعل كنت أتساءل كيف يهدر بعضهم الوقت والمال لأشياء كهذه؟‏

إلى أن قطعت إحدى المتواجدات دهشتي بالقول: نعم أنا جارتها في البناية نفسها لو تعلمي كيف تقضي هذه السيدة طوال عامها ما بعد عيد الحب؟ طبعاً دفعني الفضول للتعرف على ما ستقوله وقلت لها تفضلي أعلمينا، فقالت: هما في شجار دائم يصل غالباً إلى الضرب والسب والشتم والتكسير وغير ذلك ما دفع الجيران ولأكثر من مرة في العام الماضي إلى إبلاغ الشرطة والتدخل لحل الشجار وطبعاً كانت الشرطة تستدعينا للشهادة فنلبي ونشهد بماكنا نسمع ونشاهد ثم يتصالحان. وحديثها هذا نوع من التغطية وأضافت السيدة قائلة: والدة تلك السيدة كانت تسكن في البناء نفسه ولكنها لم تعد تحتمل مواجهة الجيران من جراء صراخ ابنتها وزوجها وقد حاولت كثيراً أن تضع حلاً لهذه الإشكالات المخجلة لكن كليهما لا يريدان الانفصال ولكنهما مستمران بالشجار فقررت الأم المسكينة مغادرة منزلها الجميل والكائن في بناية ابنتها بل ومغادرة البلد كله وذهبت لتعيش عند ولدها الذي يعمل في إحدى دول الخليج وكانت تصرح بأن سبب تركها لمنزلها هو وجود المشكلات التي ليس لها حل بين ابنتها وزوجها، طبعاً كان لأثر هذا الحديث في نفوسنا شجون كبيرة جعلنا ندرك تماماً ونتيقن بأن الحب ليس في يوم واحد وإنما في كل يوم يسوده الوئام والوفاق والتفاهم والاحترام، وتلك هي أمنياتنا إلى الجميع وكل عام وأنتم بألف خير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية