نشأت في لبنان قوى عروبية ، أجهدت نفسها لإبقاء لبنان عربي اللغة ، والقلب، والمضمون، والمواقف ، والروابط ومن الموجع أن هذه القوى جوبهت بتحديات كثيرة إسرائيلية ، وفرنسية ، وسعودية، ولبنانية ، فقد أظهرت أحداث عام 1975 عمق الشرخ بين قوتين إحداهما في الاتجاه العروبي، والأخرى في اتجاه فصل لبنان عن عروبته.
يوم اجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان،في عام 1982 واجتاح العاصمة اللبنانية بيروت غابت عن لبنان الأمومة الفرنسية ، وغاب الاحتضان السعودي لم نسمع تنديداً سعودياً، أو فرنسيا بالاجتياح و انقسم لبنان إلى قوتين ، قوة ترحب بالاجتياح ..وكانت لاحقاً وراء اتفاق 17 أيار..وقوة تداعت إلى مقاومة هذا الاحتلال ، وبمساعدة سورية التي وقفت وحدها مع لبنان،ووقف في مواجهة قوى المقاومة الحكومة الفرنسية ، و النظام السعودي، وقوى كامب ديفيد في العالم العربي ، ووصفت المقاومة في لبنان بالإرهابية ، وصفت سورية الداعمة لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ، ومن الفوضى والحرب الأهلية ، ومن اتفاق 17 أيار الذي يجعل لبنان محمية إسرائيلية إلى قوة احتلال .وواجهت سورية في الجامعة العربية محاولات عديدة لإخراجها من لبنان برغبة إسرائيلية وأمريكية بذريعة أنها قوة احتلال.
نجحت فرنسا والسعودية في إخراج الجيش السوري في عام 2005 من لبنان بقرار أمريكي فرنسي مدعوم من السعودية ، وتحركت في لبنان قوى مرتبطة بالعدو الصهيوني،وهي اليوم تشكل العنصر الأهم في ما يسمى بقوى الرابع عشر من آذار.
ومن أخطر ما مارسته كل من السعودية وفرنسا على الساحتين الدولية ، واللبنانية ، استغلال حادثة اغتيال رفيق الحريري ، باتهام سورية، وحزب الله بالاغتيال، لأخذ لبنان خارج انتمائه القومي،و لجعل لبنان حديقة سعودية ، وباتفاق، وتوافق سعودي فرنسي أمريكي مع الكيان الصهيوني الذي هزمته قوى المقاومة اللبنانية في العام 2000 ، وأخرجته من الجنوب اللبناني بدعم سوري .
في عام 2006 كان العدوان الصهيوني على لبنان،
وباعتراف أولمرت، وشمعون بيريز، حدث العدوان بأوامر أمريكية ، وبدعم سعودي، خليجي، فرنسي، ولكن العدوان هزم، وشكلت هزيمة العدوان استنفاراً للنظام السعودي على الصعيدين السياسي، والمذهبي على قوى المقاومة ، وعلى سورية، وعلى مايسمى بنهج المقاومة تحت غطاء نسجته أمريكا وإسرائيل سمي « بالخطر الشيعي» وكل ذلك خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني.
اليوم يقدم النظام السعودي كما جاء في الأخبار بثلاثة مليارات دولار، وضعت في يد فرنسا لتقديم أسلحة للجيش اللبناني ،
تتوالد اليوم في رأس اللبنانيين الشرفاء أسئلة كثيرة :
كيف فاض هذا الكرم السعودي فجأة ، وبخاصة بعد أن أصبح لبنان بلد مقر للإرهاب، وبعد أن أكدت فصائل جبهة النصرة، وداعش، ولواء الإسلام ، وجميع فصائل القاعدة وجودها على الساحة اللبنانية وفي مواجهة المقاومة اللبنانية، وتحت عناوين طائفية، ومذهبية، وبدعم سعودي، وبقيادة سعودية يمثلها في الداخل اللبناني» السعودي ماجد الماجد»
لوكان النظام السعودي صادقاً في دعم الجيش اللبناني، ولبنان ،
كان على هذا النظام أن يستنكر أولاً الإرهاب الذي تمارسه قوى إرهابية مرتبطة بالسعودية على اللبنانيين ، وان تستنكر هذا الخطاب الطائفي،والمذهبي الذي نسمعه من قوى محسوبة على السعودية من طرابلس في الشمال إلى صيدا في الجنوب ، وأهم من كل ذلك أن تستنكر الاختراقات الجوية والبحرية، والبرية التي تقوم بها إسرائيل على لبنان.
كان من الحري بالنظام السعودي تقديم هذا العطاء للجيش اللبناني مباشرة ، لأنه يعرف ما الذي يريده للدفاع عن حدوده ، الأسلحة التي تمكنه من مواجهة الطيران الإسرائيلي، والبحرية الإسرائيلية ، والتهديدات الإسرائيلية بتدمير البنية التحتية في لبنان.
إذا كان النظام السعودي يريد تسليح الجيش اللبناني،
فليترك للجيش اللبناني، العروبي، المقاوم أن يحدد مشترياته ..
وما هو غير ذلك لن يكون في مصلحة لبنان، واللبنانيين ،
وننصح النظام السعودي عدم المراهنة على الجيش اللبناني بتحويله إلى جيش في مواجهة المقاومة اللبنانية ، والقوى اللبنانية الأخرى، أو أن يكون في مواجهة الجيش السوري، ومع قوى الإرهاب التي يمررها النظام السعودي وأعوانه في لبنان لأن هذا الجيش كان عروبيا، ومقاوماً،وسيظل.