يحتفظ ويحافظ على كل شيء جميل، ويسموبالناس بما يطرحه، من القيم الجمالية، المتناغمة أبدا مع القيم الإنسانية الأرقى، وهوما سعى إليه الفن السوري في كل المجالات وكل إبداعاته، خلال أزمة الوطن الأخيرة، يشارك في هذه المعركة ويقول كلمته من جهة، ويثبت من جهة أخرى أهمية رسالة الفنان ودوره، من هنا لم تغب أحداث الوطن المؤلمة، عن أي منجز بداعي، فدخلت الأحداث فيه بأشكال كثيرة، تطبعه بطابعها وهمومها بمصابها ومآلها ومشاعر أهلها، فأصبحت مكونا أساسيا ومرتكزا، انطلق منه أي إبداع سوري، مهما تعدد، فعبر بكل أشغاله عن هموم الناس وانشغالهم، بما ألم بالوطن من مأساة، ومعاناة من تحد وصمود، وقد تعددت في الفترة الأخيرة الأعمال، التي عبرت عن هموم أبناء الوطن، وهواجسهم في هذه الأزمة، من هذه الأعمال الفنية، كان المعرض التشكيلي الأخير للفنان (حسن ملحم) في المركز الثقافي أبورمانة، حيث تعددت اللوحات ومضامينها، والمدارس الفنية، لكن جميعها، عبرت بشكل أوبأخر عن حب الوطن، و عن ذاك الهم الكبير، وعن الصمود السوري في وجه المؤامرة الكونية، وكان المعرض بعنوان (الانتصار)، وقد ضم أكثر من خمسين لوحة، تباينت في أساليبها ومدارسها الفنية، واجتمعت عند تمجيد الوطن، وقد أكد الفنان أن المعرض يجسد حالة احتفالية بنصر الوطن على أعدائه، وقد حققه الجيش العربي السوري وتضحياته العظيمة وبفضل قيادة حكيمة، واعتبر الفنان أن ما قام به هوواجب وطني تقع مسؤوليته على عاتق كل إنسان، يعيش على هذه الأرض الطاهرة، فكيف بالفنان فقال:رسالة الفن عظيمة في كل الظروف، وعليه أن يطرح تساؤلات دائمة حول كل ما يخص الواقع ومجرياته في كل الأوقات، فكيف هوالحال في أزمة الوطن، فعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي، وواجبنا ينادينا كي نلبي نداء الوطن، كل في من موقعه وعلينا كفنانين أن نعبر ونوثق بالريشة واللون، التي تنقل مشاعرنا وتقديسنا لهذا الوطن، الذي سيبقى عزيز بحب أبنائه، من هنا على كل فرد أن يعمل من موقعه، ويؤدي دوره الوطني من مساحته الخاصة، ويعبر بأدواته ولغته الخاصة.
• هل ترى أن المضامين الخاصة ترتبط بأسلوب فني معين، وما الأسلوب الابرزالذي انتهجته للاقتراب مما حاولت التعبير عنه من موضوعات عديدة ؟؟
•• لا بد لأي فنان أن يكون له لونه الخاص، حتى أن ذلك يعتبر امتحانا للإبداع الحقيقي، القادر دوما على التعبير عن المضامين التي تكتنز، في ماهيتها الجمال، لذلك عندما نعبر عنها، فإنها تنطق بالجمال، فكيف لا ونحن نعبر عن الوطن بطبيعته وجماله وقضاياه، وليس هناك أجمل من سورية في الدنيا، وليس هنالك أجمل من طبيعتها وسهولها وجبالها وبحرها وحتى أزهارها وحميمة بيئتها وأجوائها، وكل فن ينقل هذا، فانه ينبض تلقائيا بالجمال، لذالك فان جوهر المضمون، يطغى في كل لوحة، ليعبر عن تقديسنا لوطننا، وعندما ركزت على تلك المضامين، حافظت على أسلوب فني في أكثر من اتجاه، وكله يقدس هذا الوطن القادر على الصمود ومجابهة الملمات، والانتصار، وقد استخدمت أساليب عديدة منها التجريدي والانطباعي والواقعي، خصوصا أن لكل لون بصمته الخاصة وطابعه الذي، يوحي عن حالة فنية ترتبط بحالة وجدانية شديدة الخصوصية.
• برأيك بأي وسيلة تتجلى رسالة الفن ومهمة الفنان بشكل أكبر.؟
•• الفن حالة يتجلى عبرها كل القيم، التي تمجد الوطن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فيعبر عن هذا الجانب من جهة ويوثق الحقائق كما هي من جهة أخرى، ليبقى الفن بشكل أوبأخر معبراعن المواقف والرؤيا التي تتبلور بالشكل الإبداعي، مصورا الوقائع كما هي.
• كيف يمكن لمعرض الانتصار الذي أقمته مؤخرا أن يكون معبرا عن صورة الفنان ومسؤوليته حيال وطنه ؟؟
•• لقد انتصر شعبنا بوعيه وتضحياته، وأيمانه بالوطن، فأردت أن احتفل مع الناس بهذا النصر، وهذا المعرض هوالثاني لي في الأزمة، فالفن من وجه نظري يمتلك أقوى الأسلحة فعلا وتأثيرا، وقد وجدت بأن الفن، وما يحمله من جمال جواب قوي، لذالك الخراب الذي تقصده أعداء الوطن، فالتركيز على الجمال وقيمه وترسيخها كفيل للتأسيس لبيئة اجتماعية، ترفض هذه البشاعة التي يروج لها، ليصبح الجمال بديلا حاضرا وايجابيا، يدحض بقوة كل تلك البشاعة المقيته.