ونقل موقع روسيا اليوم عن بوتين قوله في اجتماع مجلس الامن الروسي ان النظرية ترتكز على ضرورة استخدام الاشكال والمناهج العصرية للعمل السياسي الخارجي بما في ذلك الدبلوماسية الاقتصادية وادخال ما يسمى عناصر القوة الناعمة والاندماج الواعي في التيارات المعلوماتية العالمية.
واوضح بوتين ان النظرية الروسية صيغت وفقا لمرسوم صدر في أيار من العام الماضي وهو يولي الاهتمام المناسب لحقوق ومصالح المواطنين الروس بالداخل والخارج ومن المهم كذلك أنها تسترعي التغيرات الاخيرة في العالم وبوجه خاص الظواهر الكبيرة كالازمة المالية والاقتصادية العالمية التي لا تزل مصدر ازعاج لنا جميعا واعادة توزيع موازين القوة في الشؤون العالمية والتصعيد الحاد للاضطربات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وارتفاع أهمية التقييم الثقافي الحضاري وقوة المنافسة في العالم.
وأكد بوتين ان المبادئ الرئيسية للسياسة الخارجية تبقى دون تغيير بالقول هذه قبل كل شيء الشفافية والوضوح والبراغماتية والتصميم على تحقيق وحماية المصالح القومية وبالقطع تنفيذ ذلك دون أي نزاع أو صراع مع أحد.
وشدد بوتين على أن روسيا مهتمة بتوفير الظروف المواتية لتحقيق وتنفيذ الاهداف الاجتماعية والاقتصادية اضافة إلى مهام البناء الداخلي لدى وجود الدور المحوري للامم المتحدة وسيادة القانون الدولي مبينا ان روسيا توسع تعاونها المتنوع مع كل الشركاء على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل.
وأشار بوتين إلى أهمية أن يجري تنفيذ النظرية الجديدة الروسية عبر تعاون وثيق بين الوزارات والاجهزة الروسية بوجود الدور التنسيقي لوزارة الخارجية الروسية مشددا على ان روسيا ستواصل ممارسة سياسة بناءة فاعلة في الشؤون الدولية وستعزز مكانتها وثقلها وسمعتها في العالم.
لافروف: الأولوية عدم وضع أي
ذرائع أو ادعاءات أو شروط مسبقة لحل الأزمة في سورية
في غضون ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة أن تتمثل الاولوية رقم واحد في حل الازمة في سورية بعدم وضع أي ذرائع أو ادعاءات أو شروط مسبقة.
وقال لافروف خلال حديث أدلى به لفيلم وثائقي الماني حول الازمة في سورية بثته قناة ايه ار دي ونشرت وزارة الخارجية الروسية النص الكامل له أمس على موقعها الالكتروني: اذا كانت أولويتنا هي انقاذ أرواح الناس فيجب علينا أن نقول الآن: يجب وقف العمليات القتالية دون أي شروط مسبقة.
وانتقد لافروف مجددا الذين يصرون على استقالة الرئيس بشار الأسد.. وقال: على من يتحدث أن الرئيس الأسد ملزم بالاستقالة قبل البدء بأي شيء تحمل مسؤولية وقوع المزيد من الضحايا السوريين واستمرار الازمة.وأضاف لافروف: يجب على هؤلاء أن يفهموا أن الرئيس الأسد اتخذ قراره وأعلنه على الملأ حين قال: انا مواطن سوري وولدت هنا وأنا أدافع عن شعبي وسأموت في سورية وهو لن يستمع في هذا الامر إلى روسيا أو الصين أو ايران أو غيرها.
وفي هذا الصدد شدد لافروف على أن روسيا لا تدافع عن أشخاص بل ان ما تحرص عليه هو مصير المواطنين السوريين.
من جهة ثانية حذر لافروف من أن أي تدابير قد يتخذها مجلس الامن حيال سورية سيجري استخدامها على الفور من أجل التدخل الخارجي في الازمة.
وقال: يجب أن يكون من الواضح بصورة مطلقة أن أي تدبير يتخذه مجلس الامن سيجري استخدامه على الفور من قبل أولئك الذين يريدون استدعاء التدخل من الخارج.
كما أشار لافروف إلى أن المعارضة السورية غير موحدة وهي تعمل ضد الحكومة السورية بالتوازي مع عدة مجموعات ارهابية مذكرا بأن الولايات المتحدة اعترفت باحدى هذه المجموعات على أنها مجموعة ارهابية وهذا ما استثار احتجاج ائتلاف الدوحة.
وفي معرض انتقاده للمعارضة السورية بين لافروف أنها لم تبلور بعد خطة سياسية بناءة لتسوية الازمة في سورية.
وقال وزير الخارجية الروسي: ان المعارضة لم تقدم حتى الآن أي خطة سياسية.. لم يقدم ممثلوها كيف يرون ويتصورون مستقبل سورية وهم لا يقولون شيئا سوى لابد أن يرحل الرئيس.
وتابع لافروف: لقد بذلت الدول الغربية ودول الخليج العربي وتركيا العديد من الجهود لتوحيد المعارضة وتم بالفعل تشكيل الائتلاف ولكن على الرغم من ذلك تبقى العقيدة السياسية للمعارضة غير بناءة مضيفا: اذا لم تقدم المعارضة السورية رؤيتها السياسية لمستقبل سورية فاننا لن نستطيع فهم هل هي موحدة بالفعل أم لا.
وشدد لافروف على ضرورة حفظ حقوق الشعب السوري بأطيافه كافة قبل مناقشة شخصيات وهيكل القيادة السورية واعتبر أن هذه ستكون بمثابة الخطوة المهمة الاولى في أي حوار وطني مشددا على أنه ينبغي على المعارضة أن تظهر اهتمامها ورغبتها في ذلك.
من جانب آخر اكد وزير الخارجية الروسي مجددا عدم وجود مرشدين عسكريين روس في سورية او في اي مكان آخر وقال: ان روسيا لا توفد المستشارين إلى سورية او إلى اي مكان آخر بينما تفعل ذلك على الارجح بعض الدول ولاسيما الولايات المتحدة التي اعلنت صراحة عن وجود مدربين تابعين لها على الحدود التركية -السورية يعملون مع المعارضة السورية.
واضاف لافروف ان لدى عدد من الدول الاوروبية ودول المنطقة وحدات عسكرية منتشرة في الاماكن التي يتواجد فيها المسلحون في سورية وروسيا على علم بذلك اما فيما يتعلق ببلدي فهي لا تملك عسكريين في سورية باستثناء بضع عشرات من الفنيين الموجودين في طرطوس حيث يوجد منشأة لا تعدو كونها نقطة تموين وصيانة للسفن الروسية.
بوغدانوف يبحث مع
حداد الأوضاع في سورية
بدوره بحث ممثل الرئيس الروسي الخاص بالشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس مع سفير سورية في روسيا الاتحادية رياض حداد تطورات الاوضاع في سورية وحولها.
وذكرت دائرة الاعلام والصحافة لدى وزارة الخارجية الروسية أمس أن الجانبين بحثا خلال اللقاء ايضا المسائل المهمة في العلاقات الروسية السورية بما فيها الاتصالات الجديدة الممكنة في سياق الجهود المبذولة من أجل التحقيق العاجل لمسألة التسوية السياسية للازمة في سورية.
ميشكوف: تكديس الأسلحة
في المنطقة سيزيد التوتر
من جهة ثانية أكد الكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن تكديس الاسلحة في المنطقة الشديدة الاضطراب سيزيد من عناصر التوتر فيها ولن يحقق الامن معقبا بذلك على نشر حلف شمال الاطلسي منظومات صواريخ باتريوت في تركيا.
وكشف ميشكوف في تصريح أمس عن ان قيادة الناتو اكدت لروسيا ان نشر صواريخ باتريوت ليس تحضيرا لعملية عسكرية ضد سورية ولا يمكن استخدامها لفرض ما يسمى مناطق حظر جوي فيها معتبرا انه لا أسباب للشك في هذه التأكيدات.
من جانب اخر ذكر نائب وزير الخارجية الروسي بان روسيا اعلنت سابقا انها ستتخذ تدابير غير متماثلة اذا تعرض امنها للضرر مشددا على اهتمام روسيا بعدم تضرر امنها في مسألة الدفاع المضاد للصواريخ واكد في الوقت ذاته ان روسيا تسعى للتعاون.
وافادت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق بان اشكالية الدفاع المضاد للصواريخ ونزع السلاح وحظر انتشار سلاح الدمار الشامل شكلت مواضيع رئيسة لمشاورات نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع الرئيسة المناوبة لمجموعة العمل للرقابة على الاسلحة والامن الدولي في اللجنة الرئاسية الامريكية رووز غوتيميولر اضافة إلى مناقشتهما امن النشاط الفضائي.
الى ذلك كشف اليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس عن وجود محاولات لدى بعض دول الاتحاد الاوروبي لتبني بنود قانون ماغنيتسكي الذي أصدره الرئيس الامريكي باراك اوباما في كانون الاول الماضي والذي يسمح بفرض عقوبات على مواطنين روس ما يشير إلى ازدياد تبعية اوروبا للسياسة الامريكية.
واوضح ميشكوف ان لائحة ماغنيتسكي تشكل مثالا صارخا على انتهاج سياسة المعايير المزدوجة موضحا ان هناك محاولات في دول الاتحاد الاوروبي لتبني هذا القرار إلا ان البرلمانيين المتعقلين في البرلمانات المحلية يحولون دون امكانية تحريك مشاريع مثل هذه القوانين.
وكشف ميشكوف عن وجود تيارات اوروبية تعارض تحسين العلاقات مع روسيا الاتحادية اضافة إلى وجود قوى معينة تعمل في هذا الاتجاه في بعض دول الاتحاد حيث تعمل هذه الاطراف كل ما بوسعها من أجل الاساءة إلى العلاقات بين الجانبين.
وفي هذا الصدد اعرب ميشكوف عن ثقتة بأن موقف موسكو من القانون المذكور خفض من حدة البعض .