تحت ذريعة ما أسموه مناقشة ترتيبات إدارية وتقنية تتعلق بمستقبل بعض الحلول السياسية والعسكرية بحسب زعمهم والتطرق لوضع حلول لـ»مشكلة» مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
الأمر للوهلة الأولى يبدو كمن يعلن تحضير أجنداته ووثائقه التفاوضية لكي يطرحها على طاولات سوتشي المزمع عقدها في روسيا بحثاً عن حلول إيجابية.
لكن ومن منطلق الإدراك الحاصل لدى الجميع وما بات يعرف عن تلك المعارضات المتلونة بتبعيتها المطلقة لحكام النفط الخليجي والاخواني التركي، تأتي الى الأذهان سريعاً تصورات ذاك «الاجتماع التحضيري» بحسب الرواية، وتظهر بشكل مسبق نواياه المبيتة في ضرب بنود سوتشي البناءة التي تعمل عليها القيادتين في روسيا وسورية.
فالاجتماع الذي يعد اذاً ليس إلا جلسة انتظار واستماع لورقة الأوامر التفاوضية القادمة من حكام آل سعود ومن خلفهم أميركا وإسرائيل.. وبالتالي في النتيجة مزيد من العراقيل الموضوعة في عجلة الحلول السياسية والعسكرية الحاصلة في الواقع.
وإذا ما تقاطعت تلك المزاعم بمشهد العمل الأميركي الذي لا تزال واشنطن تراهن عليه في المنطقة تكتمل الصورة ونصل الى النتيجة ذاتها التي تنطلق منها المعارضات المتلونة خلال اجتماعاتها السابقة والقادمة سواء في آستنة ام جنيف ام حتى سوتشي.
فأميركا تعمل جاهدة على إنقاذ ارهابييها وإعادة ترتيبهم وتوزيعهم في منطقة الشرق الأوسط وإعادة ضخهم في الميادين.. حتى ولو كان ذلك التوزيع خارج الجغرافيا السورية، فالمدرك للعقلية الأميركية يعلم بأن المشهد بالنسبة لأميركا هو مشهد متكامل ككل، يقوم على إقامة الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط وبالتالي ضرب كل من يعادي إسرائيل حليفتها الأساس.
كل ما تقوم به أميركا للوصول الى مبتغاها هو عبارة عن سلسلة مترابطة وفق تراتبيات وأولويات العمل، ومعارضات الفنادق حلقة من حلقاتها وأداة من أدواتها.