تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفن هو كيف نجد موقعنا في العالم.. حنيف قريشي: الكتابة عملي وشغفي معاً

فضاءات ثقافية
الخميس 16-1-2014
تعددت الأساليب الكتابية لحنيف قريشي، من السينما إلى الرواية إلى القصة عرف الكاتب الانكليزي- الباكستاني الأصل كيف يتربع اليوم مع غيره على قمة الخريطة الأدبية في العالم.

آخر نتاجاته رواية «الكلمة الأخيرة» التي صدرت ترجمتها الفرنسية مؤخراً. بهذه المناسبة، أجرت مجلة «مدام فيغارو» حواراً مع الكاتب، هنا ترجمة لها، نطل من خلالها على أجواء الرواية كما على أجواء الكاتب والكتابة:‏

- هل يمكننا أن نقرأ روايتك «الكلمة الأخيرة» على أنها رواية حول توازن السلطة بين رجلين، كما أنها أيضاً بين الرجال والنساء؟‏

-- يتخذ هذا الكتاب شكل جدل، كمثابرة بين الذهاب والإياب. كتاب منسوج من الأحاديث ومن المشاجرات بين الرجال، بين النساء، وما بين الرجال والنساء. وما يشدّ فيما بينها دينامية الحوار التي تحكم العلاقات بين الأجناس والأنواع والسلالات، بين الإنسان صاحب التجربة والذي يحاول أن يتعلم. بيد أن قلب الرواية الحقيقي، هم أولئك الناس الذين يبعدون بعضهم البعض وفي الوقت عينه يحاولون أن يقتربوا من بعضهم البعض. بالنسبة إليّ، كتاب «الكلمة الأخيرة» هو بمثابة كوميديا تجري أحداثها في الريف الانكليزي. الديناميات التي أتحدث عنها تولد في هذا الإطار، من هذا الانعزال الذي من المستحيل أن نهرب منه.‏

- إنها أيضاً رواية عن الكتابة. هل لديك أي رغبة في نزع الأسطورة عنها؟‏

-- فكرت بالكتابة على أنها في الوقت عينه عملي وشغفي، كما بالطريقة التي يمكن للكتّاب أن يحاولوها من أجل الاحتفاظ بالتوازن ما بين هذين الوجهين. شخصية روب، الناشر، على الرغم من أنها تأتي وفق زاويا الجشع، إلا أنه ينظر إلى الكتابة من وجهة نظر احترافية، والسيرة التي يطلب أن تُكتب يعتبرها سلعة. السيرة هي أحد الأشكال الأدبية الأكثر مادية الممكنة، أي أنها تسبر أغوار الغنى الروحي والجوهر وحياة شخص ما من أجل أن ترضي حاجات واهتمامات شخص آخر، ومن هذه الاهتمامات الاقتصادية.‏

- يبدو مفهوم الخيانة وكأنه يشكل أحد محركات الحبكة عندك؟‏

-- يحاول الناس أن يعيشوا حياتهم كما أنهم يجدون أن عليهم أن يحيوها. تقودنا الحياة إلى مواجهة الرغبات والقيم التي تهيمن على حيوات الآخرين، وهذه الأزمات هي التي تحيل وجود الفعل التخييلي ممكناً. لا يتعلق الأمر بأن هناك خيانات أكثر من الأزمات. كل شخصية من الشخصيات تحاول أن تعيش بالكامل، لكن ينتهي بها الأمر كلها بالالتقاء بمسارات أخرى، قد تبتعد عنها أحياناً كي يقعوا في قلب هذه المواربة، كما في حال هاري وخطيبته اللذين لا يفعلان شيئاً سوى خيانة بعضهما البعض كي يخضعان لما يظنانه الطريقة في أن يكونوا أشخاصاً آخرين.‏

- تتحدث هنا عن موضوعات العائلة والهوية والمسائل العرقية، وهي موضوعات وجدناها في «بوذا الضواحي». ما الذي تغير بين هاتين الروايتين؟‏

-- ما يهمني، هو ذاك الذي يجري في هذا الفضاء الذي يفرق بين شخصين، هذه الهوة التي نجدها في قلب أي علاقة أكانت عائلية أو أمومية أو جنسية، أكانت علاقة صداقة أم حميمية. جوهر الفن هو أن نعبر عن الطريقة التي نجد فيها موقعنا في العالم وهذا ما يعني أن نجدنا في تفاعل مع آخرين يرغبون في الوصول إلى الهدف عينه. لا أعتقد أني تغيرت. أعمل على الأشخاص الأكثر تقدماً في العمر كما رأينا الحال في «الكلمة الأخيرة» وفي سيناريو «ويك أند في باريس». بدءاً من كتابي «ولدي المتعصب» بدأت أركز على أناس مختلفين لا على موضوعات مختلفة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية