فبعد قيلولة طويلة قضتها في برجها وتعاملت مع ما تعانيه شعوب المنطقة من ويلات التطرف بإصدار البيانات المتباكية بين الحين والآخر، تتخبط أوروبا وتتقاذفها اقتراحات لا تخلو من الفكاهة فمن تأهيل المتطرفين ببرامج تربوية إلى محاربتهم عن طريق التأهيل النقدي ورسائل انترنت.
الكاتب الصحفي جان بيير ستروبانتس مراسل صحيفة اللوموند في بروكسل اكد في مقال نشرته الصحيفة أمس تحت عنوان الاسلام المتطرف..الاتحاد الاوروبي يريد تنسيق عمل الدول الاعضاء ..وقال إن المفوضية الأوروبية قدمت أمس خطة لمعالجة ظاهرة التطرف وازدياد التطرف العنيف في الدول الاعضاء في الاتحاد، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان 700مواطن فرنسي غادروا بلادهم للمشاركة في القتال الى جانب المجموعات المتطرفة في سورية.
ستروبانتس قال ان هذا المشروع المؤلف من عشر نقاط يهدف الى تعزيز ادوات موجودة بالفعل استراتيجية للكفاح ضد التطرف والتجنيد عام 2005 و شبكة وعي التي تجمع منذ عام 2011 سبعمئة مختص وفاعل على الارض، واوضح ان تلك المبادرات توصلت الى عدة نتائج ملموسة قليلة للدول التي وضعت الادوات اللازمة لمواجهة ازدياد التهديدات.
ونقل الكاتب عن سيسيليا مالسمتروم المفوضة الأوروبية في الشؤون الداخلية قولها اننا بحاجة الى تدابير وقائية قوية واننا نقترح على الدول مجموعة من اللوازم ، على حين اقر وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير امس الاول ان عدد المتطرفين الذي يسافرون الى سورية كبير بصورة استثنائية وهو يشكل مصدر قلق رئيسي.
هذا واعلنت عشر دول بعدما حشدتهم فرنسا وبلجيكا مؤخرا عن استعدادها للتنسيق مع بعضها لمواجهة ازدياد عدد الارهابيين الاوروبيين المتواجدين في سورية، وسيتم جمع ما يقارب الـ 20 مليون يورو لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة للوقاية وايجاد استراتيجيات لمواجهة التطرف واعادة دمج اولئك الذين يقررون ترك المجموعات المتطرفة في مجموعات تربوية.
في هذا الوقت اعترف وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز بان اكثر من عشرين ارهابيا بلجيكيا من اصل مئتين ذهبوا للقتال في سورية قتلوا هناك، وان هناك حوالي 200 ارهابي بلجيكي مازالوا هناك.
ونقلت ا ف ب عن رينديرز قوله لصحيفة ليبر البلجيكية أمس انه تم او يتم تحديد هوية اكثر من مئتي شخص معظمهم في المجموعات الأكثر تطرفا بما فيها دولة الاسلام في العراق والشام اكثر من عشرين منهم قتلوا في سورية.
وبحسب الصحيفة تعتزم مالسمتروم استئناف الحوار مع القطاعات الخاصة والمجتمع المدني حول التحديات التي تشكلها شبكة الانترنت العامل الرئيسي لتطرف الكثير من الشبان مؤكدة انه يجب ان نذهب ابعد من منع محتوى معين واعداد رسائل مصممة لمواجهة الخطاب المتطرف وتفكيكه .
وفي اعتراف لا يعكس الواقع الحقيقي لأعداد الإرهابيين الاجانب على الاراضي السورية أعلنت المفوضة الاوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم أمس أن عدد المقاتلين الاوروبيين الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية يصل إلى نحو 1200 شخص.
ونقلت وكالة اكي الايطالية للانباء عن مالمستروم قولها خلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل وعرضت فيه وثيقة جديدة للمفوضية الاوروبية بشأن التصدي للتطرف العنيف: ان الاتحاد الاوروبي قلق بسبب ظاهرة تطرف الشبان الاوروبيين خاصة هؤلاء الذين يكسبون خبرات قتالية ويتبنون أفكارا عنيفة خلال وجودهم في العديد من الدول التي تشهد صراعات مثل سورية والصومال.
وأضافت: ان الوثيقة تحدد عشرة مجالات يمكن للدول الاعضاء التحرك ضمنها لمحاربة شبكات التطرف وانها تعد بمثابة علبة أدوات يمكن لاي دولة أن تستخدم ما يناسب وضعها منها مشيرة إلى ان عدد الإرهابيين الاجانب في سورية رقم تقديري قد يكون مرشحا للارتفاع.