فجندت أعدادا كبيرة من المرتزقة الإرهابيين الذين تم استحضارهم إلى الأرض السورية بعد أن أمنوا لهم كافة مستلزماتهم الإرهابية في سفك الدم السوري، لكن كل إجراءاتهم تلك باءت بالفشل، ولم يعد أمامهم بعد اندحارهم إلا القبول بما فرضه السوريون.
في دمشق تساقطت كل الأوراق التي صاغتها أيدي أصحاب مشروع ما يسمى بالربيع العربي أمام الورقة التي وقعها السوريون بأيديهم بعدما خطوا مضامينها في وحدتهم وصمودهم ووعيهم واستقلالية قرارهم، وكان لهم ما أرادوا- رغم حجم التآمر عليهم- آمنوا بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة المفتعلة والتي فرضت عليهم من الخارج، وأيقنوا أن الحل لن يكون إلا عبر الحوار.
ورتب السوريون على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم أوراقهم من أجل الشروع بالحوار فيما بينهم على طاولة الوطن وتحت سقفه تحصينا لسوريتهم وتعزيزا لوحدتهم وحفاظا على وطنهم عزيزا قويا، وأكدوا للعالم أجمع أن البرنامج السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد يأتي تتويجا للجهد الهادف إلى حل سياسي سلمي للأزمة عبر حوار وطني تتفاعل فيه الآراء وتتوافق للخروج برؤية إصلاحية شاملة ترسم ملامح مستقبل تخطه الإرادة السورية باستفتاء عام.
ما حدده أصحاب الحضارة الإنسانية الممتدة عبر آلاف السنين من ملامح لمرحلة جديدة تعيد البناء برؤية موضوعية عقلانية توصلهم إلى بر الأمان وفقا للثوابت والمبادئ والسيادة الوطنية، يفتح الباب أمام الحوار, ويوصد جميع الأبواب في وجه مخططات المتآمرين الذين لم يرق لهم النسج السوري لأنه يخالف حساباتهم ومساعيهم في تقويض الأمن والاستقرار، ويؤدي إلى قطع الطريق على مشروعهم، ويبشر بأفول الأحادية القطبية وولادة عالم جديد متعدد الأقطاب.
القافلة السورية تعيد رسم العالم من جديد وهي ماضية في الحل السياسي جنبا إلى جنب في مواجهة الإرهاب ومن يقف وراءه، ولن تتوانى في الدفاع عن وحدتها وسيادتها واستقلالها، وتواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل يسقط جميع الرهانات بعدما احترقت كل أوراق التآمر وانكشفت تناقضاتها.