تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فاخر عاقل

حصاد الورق
الأحد 17-2-2013م
 يمن سليمان عباس

إن وراء كل نتاج في العلوم والآداب والفنون أناساً مبدعين وأعلاماً نابهين كانوا مصادر المعارف الإنسانية ومنابعها الثرة.

والتأريخ لهؤلاء الأعلام فن خاص يعرف باسم التراجم والمكتبة العربية من أفضل ماعرفته حضارات الشعوب من المصنفات في هذا الصدد كما يقول د. عمر الدقاق في مجلة المعرفة العدد/592/.‏

وهذا ما أتيح لي- كما يقول- عبر مسيرتي في الكتابة والبحث والتأليف حين كتبت مقالات ودراسات عن بعض أعلام العصر من مفكرين وأدباء وشعراء وعلماء ممن قدر لي أن أعرفهم في أيامهم الأخيرة من مثل ساطع الحصري ومحمد كردعلي وخير الدين الزركلي وشفيق جبري وعمرأبو ريشة وأمجد الطرابلسي ونزار قباني ومحمود درويش وخير الدين الأسدي والشاعر القروي وإلياس فرحات ونظير زيتون وعبد الله يوركي حلاق وسامي كيالي وخليل هنداوي ومحمد مندور وعبد السلام العجيلي ثم عبد الله عبد الدايم وفاخر عاقل ونحوهم ممن أسعدتني معرفتهم أو التتلمذ لهم رحمهم الله وجزاهم خيراً بقدر ماقدموه لوطنهم وأمتهم.‏

أما فاخر عاقل فقد كانت زياراتي له المتقاربة أو المتباعدة أحياناً حافلة بفيض من ذكريات الرجل الكبير المصحوبة بقدر واف من الحلاوة والمرارة.‏

فقد ولد فاخرعاقل سنة 1918 لأب يعمل مديراً للمال في بعض أقضية حلب وبعد دراسته الثانوية وقع عليه الاختيار بفضل نباهته ليسافر إلى بيروت موفداً على نفقة إحدى المنح الدراسية.‏

فالتحق بالجامعة الأميركية وتخرج فيها حاملاً درجة البكالوريوس ثم درجة الماجستير، ثم أوفدته وزارة المعارف السورية إلى بريطانيا لمتابعة دراسته العالية في الكلية الجامعية.‏

و في جامعة لندن حيث تخرج فيها حاملاً درجة دكتور في الفلسفة قسم التربية وعلم النفس.‏

وفي إثر عودة الدكتور فاخر إلى وطنه عين مدرساً في كلية الآداب في الجامعة السورية فأستاذاً مساعداً ثم أستاذاً ذا كرسي وقد تولى في ذلك الحين رئاسة قسم علم النفس في كلية التربية ثم انتدب بعد حين للتدريس في الجامعة الأردنية في عمان ثم في جامعة الكويت وحينئذ تم اختياره للعمل خبيراً في منظمة اليونسكو.‏

تعد مرحلة دراسة فاخر عاقل في مدرسة التجهيز في حلب وهي كبرى المدارس خلال ثلاثينيات القرن العشرين أساساً وطيداً في تكوين شخصيته الثقافية واللغوية والعلمية وقد صاحبه في دراسته يومئذ عدد من مجايليه الشبان النابهين الذي نعمت به سورية العربية في عهد الاستقلال وذلك في مجالات القانون والقضاء والإدارة والتدريس والاقتصاد والسياسة.‏

وكان لإجادة فاخر عاقل اللغة العربية فضل كبيرعلى اقتداره في التدريس وحسن محاضراته وجودة كتاباته في دراساته ومؤلفاته ولاسيما تأليفه معجمه النفيس (معجم العلوم النفسية).‏

وقد تمكن فاخر عاقل من إتقان اللغة الإنكليزية خلال دراسته في الجامعات الأجنبية في لبنان ثم في بريطانيا وأميركا.‏

وكان له إلمام حسن باللغة الفرنسية ما أهله لخوض غمار التأليف المعجمي وتناول المصطلحات العلمية على أفضل وجه من الدقة والإتقان.‏

Yomn.abbas@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية