والتي صدرت عن دار متري للطباعة والنشر في حمص، والتي تعالج نواحي فلسفية كثيرة منها الخلق والآلهة والتوحد بالطبيعة، ونلاحظ أن الشاعر اختط نهجاً في إدخال الرمز وتحميله معاني سامية، ففاضت كلماته البسيطة بصفات التمرد على المألوف والمعروف فيقول في قصيدة الزمن:
الزمن ابن الأرض
لاحياة له الا فيها ...
آه يا صديقي ..
كم نحن مملؤون بأوهام ....
تسبب الأحزان ...
...
تمكن الشاعر من تكثيف الأفكار والمعاني السامية لقضايا وأغراض شعرية بث فيها اشكاليات جدلية منها تمجيده الدائم للطبيعة وللأرض التي يعتبرها هي الولاده والمآل .. فيقول في قصيده (ماذا؟):
أمضغ فكرتي ...
بيضة سأعود..
بذرة ...في قلب أمي الارض ...
غالباً ما يخالط غزله مشاعر من الحزن المكنون في داخله لا تلبث هذه المشاعر الا ان تظهر بين كلماته سواء عن قصد أم هي ترجمة للواعج نفسه وخلجاتها فيقول في قصيدة الورده الحمراء ..
تتركني وحدي ..
أسأل نفسي ..بخوف
كيف تموت ...
وأرقب بلا فهم تراباً
لايزال مبللاً ...
يذكر أن فؤاد مخلوف خريج كلية الحقوق من مواليد حمص شارك بعدد من الأمسيات الشعرية المحلية في مدينته، ولعل طباعة مجموعته في هذه الظروف العصيبة والخاصة التي تمر فيها بلدنا، إنما هي تحد صارخ في مواجهة الموت بالحياة والفن والثقافة وبث الحياة في الثقافة السورية التي شوهها الدم النازف. ....