الكلمات أكدت في مجملها على أهمية الارتقاء بمستوى الحوار الوطني وايقاف نزيف الدماء وتدمير بنيان الوطن يتحمل كل منا لمسؤوليته الوطنية والاخلاقية على أساس التسامح والمحبة من أجل خير الإنسان وليس لتجهيل المجتمع وإضعافه على أسس مذهبية وطائفية وعنصرية وأجندات غريبة عن نسيج مجتمعنا حيث دفع أجدادنا وآباؤنا العظماء الدماء الزكية ليبقى تراب الوطن موحداً والراية لايرفعها إلا سواعد أبنائه.
الأستاذ أحمد الأحمد عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب أكد في كلمته على أهمية وفاعلية الإضراب العام الذي نفذه أهلنا في الجولان حين حاول الكيان الاسرائيلي الغاصب ضم الجولان المحتل في الثمانينات وحقق نتائج إيجابية على الأرض في رفض الهوية الإسرائيلية والتمسك بالهوية العربية السورية وأن لابديل عنها مهما عظمت التحديات ، لافتاً أيضاً إلى أهمية تعزيز الحوار من خلال عقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات وورش العمل لتقريب وجهات النظر وأن تكون بوصلة الجميع الولاء للوطن وعزته ومنعته.
المحبة غايتنا
فيما أشار الوزير نجم الدين خريط وزير الدولة لشؤون التنمية في المنطقة الشمالية الشرقية والذي تحدث بصفته كمواطن يعتز بانتمائه لهذه الأرض، وقال لاحاجة لمخاطبة حضور الملتقى بل لنخاطب من غيب عقله وضيع رشده طالب تحكيم الضمير والوجدان والعودة إلى العقول ومشاهدة ماذا فعل هؤلاء المنخرطون في لعبة الموت والدمار والخراب بحق هذا الوطن الغالي، متسائلاً إلى متى تبقى الكراهية إلى كل ماهو جليل وتقي ، ألا يكفي حجم القتل والاغتيالات والتهجير والدمار ومافقدناه من أعزاء وأبناء وإخوة وأهل وأصدقاء.
وأوضح الوزير خريط بالقول "نحن من علم الكون معنى العشق ومن أرضنا انطلقت الرسالات السماوية، فالحب هو مبدؤنا وغايتنا.
بيتنا الكبير
وأضاف مخاطباً الآخر ارموا معاول الهدم والدمار وتعالوا نضمد الجراح.. الوطن سيسامح لأنه كبير، والكبير يغضب لكنه لايكره وشتان مابين الاتنين، ولأنه كبير لايريد أن يتألم مرتين مرة منكم ومرة عليكم.
تعالوا نتناقش، نتحاور نطرح كل مابداخلنا والآراء حين تتلاقح تزهر ربيعاً حقيقياً جميلاً.. تعالوا لنعيد بيتنا الكبير وملاذنا الأول والأخير
لنعيد الأمان والاطمئنان والاستقرار لأطفالنا، ونعلمهم قيم الحق والجمال بدل الذبح والقتل والاغتصاب والدمار، مؤكداً أن هذا الكلام ليس ناتجاً عن ضعف بل عن قوة وإيمان بمبدأ الحوار والوصول إلى العلاج النافع، مقدراً صمود وشجاعة حماة الديار وتضحيات الجيش والشعب الكبيرة والنبيلة.
كما بين الشيخ محمد خير النادر عضو مجلس الشعب في كلمته باسم العشائر أهمية أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا نجتمع كأسرة وعيوننا وقلوبنا على الوطن الذي يستحق منا جل التضحيات، إن لقاءنا هذا يعزز مبدأ الحوار الوطني والذي يتوجب على الجميع المساهمة والانخراط به لأنه سبيلنا إلى بلسمة الجراح وعودة الوئام إلى نسيج المجتمع السوري الأصيل .
الأسرة أولاً وأخيراً
من جانبها شددت السيدة بروين ابراهيم في كلمتها باسم الأحزاب المعارضة على ضرورة أن تلعب الأسرة السورية دورها الكامل والفاعل والإيجابي بصفتها الخلية الأولى والمعهد الأول والحضن الدافئ الذي يحقق الاستقرار والأمن والسعادة في المجتمع مستنكرة هذا الخراب المتوحش بحق سورية وهذا الحقد المستفحل وهذا الألم المتفجر الذي تألم منه كل السوريين الذين كانوا على مر الزمان بناة حضارة ومشرعي نواميس وقوانين الإنسانية ، مؤكدة أن لا أحد مستفيداً مما يجري في سورية من دمار وخراب سوى أعداء سورية والوطن .
لا للقتل .. نعم للحياة
وتحدثت الأم فاديا سامي اللحام رئيسة دير ماريعقوب في كلمة مختصرة نابعة من القلب وهي التي رأت على الواقع ماتقشعر لها الأبدان من ممارسات العصابات الإرهابية بحق كل أبناء المجتمع السوري فرفعت شعار لالقتل السوريين، لالهدم البنية التحتية.. لالجعل المناطق السكنية ساحة حرب، لا لتدمير ممتلكات الشعب، لا لتخريب المدارس والمشافي والجامعات والمواقع الأثرية، لا لزرع البغضاء بين الجسد الواحد على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، لا للتجني على الحرمات ، لا للاغتيالات والتصفيات الجسدية بحق المواطن السوري ، لا لكل أنواع الظلم والقهر والعنف الذي أفرزته الحرب الكونية على سورية.. نعم للحياة للحوار والمصالحة.. نعم للقيم والمثل والعادات والطقوس الجميلة التي يتمتع بها نسيج المجتمع السوري طيلة عقود طويلة.
حالة طارئة
الشيخ أحمد هندي قال بكل هدوء وتمعن وهو يتحدث بلغة بيان واضحة وفصيحة إننا نمر في مرحلة تاريخية من حياة بلدنا الحبيب، وهذا اللقاء يأتي في إطار العمل الذي يمليه علينا الواجب الديني والاخلاقي ولننظر جميعاً كيف كان عليه بلدنا من أمن وخير وجمال قبل أن يحصل فيه ماحصل.
إن الحياة مستمرة وماجرى ويجري من أحداث هو حالة طارئة بإذن الله ما يدفعنا أكثر اليوم للعمل نحو محور الوطن وعلى الجميع أن يتوجه للبناء والتوقف عن الهدم موضحاً أن مجال العمل هو الشعب السوري داخل الوطن وخارجه في الداخل والخارج وبما يحقق الدماء ويجفف الدموع.
وشدد الشيخ هندي أن الكلمة في غير مكانها أنفذ من الرصاص في الهدم والكلمة الطيبة تبني وتعمر وتطيب النفوس لافتا أن مجال عمل الملتقى وكل من يعمل في الشأن العام هو كل مساحة الأرض السورية في المؤسسات والدوائر مراكز الايواء علينا العمل للم الشمل والتواصل مع جميع السوريين لوقف القتل العشوائي والاغتيالات غير المحقة لاسيما وأن هذا القتل هو ثمرة مرة غذاها أعداء هذا الوطن الذي كان محبا وحاضنا لكل خلاياه فكان نسيجا متماسكا لذلك المسؤولية تقع على الجميع والخطر يطال الجميع.
في المغترب
وبدورها عرضت الدكتورة ايسر ميداني رئيس مجلس أمناء شبكة نوستيا شبكة العلماء والتقانيين المبدعين خارج سورية ما تقوم به الجالية العربية السورية في فرنسا من نشاطات وفعاليات ومواقف وطنية رائعة تعبر عن محبة الإنسان السوري لوطنه وتراب أرضه رغم كل مايتعرض له من ضغوط وتحديات يمارسها أصحاب سطوة ونفوذ المال والاعلام المضلل والمزور للحقائق منوهة إلى أن شريحة لابأس بها من الشعب الفرنسي بدأ يعي حقيقة المؤامرة الكبرى على سورية بمساعدة حكومات الدول الكبرى ومنها الحكومة الفرنسية التي تضع إمكاناتها في دعم الإرهابيين المسلحين على الأرض السورية.
مؤكدة أنه رغم كل حجم التضليل والتزوير إلا أن العديد من الشخصيات السورية استطاعت أن تظهر في التلفزيون وتسمع صوتها عبر الراديو الفرنسي لبيان وتوضيح حقيقة مايجري على الأرض السورية الحبيبة التي تمكنت من الصمود لمدة عامين رغم آلة القتل المتعددة الأوجه.
وهذا الصمود الاسطوري وصفته بأنه أكبر نصر للشعب السوري فيما النصر الثاني هو اللحمة الوطنية الأصيلة التي جسدها أفراد المجتمع السوري وختمت حديثها بالتأكيد على أننا سنبني سورية معاً ونحن في الخارج نعمل كل مانقدر عليه من أجل صمود بلدنا ونصرها القريب.
هذا وكانت الاعلامية عهد شريف رئيس ملتقى الأسرة قد أشارت باسم الأسرة السورية الكبيرة أن سياج الوطن يجب أن يبقى محضا وهذه الأسرة ستبقى واحدة موحدة والتمسك بالسيادة الوطنية كاملة هو مقدس ولايحق لأي شخص أيا كان موقعه أن يفرط بالحقوق والسيادة.
**
البيان الختامي
هذا وكان البيان الختامي الذي أعلنه الشيخ سلمان عساف البجاري رئيس ملتقى الأسرة السورية باسم أعضاء الملتقى والذي تضمن ثلاثة عشر بنداً قد أشار إلى أن العمل مازال قائماً بجهود ومشاركة واسعة لكافة شرائح المجتمع وأطيافه على وحدة الصف لترسيخ الوحدة الوطنية إلى جانب القيام بفعاليات المواءمة للتسامح والتكاتف بجميع المحافظات السورية والمشاركة بجميع الفعاليات الاجتماعية والوطنية لأجل أمن سورية واستقرارها.
وأشار البيان إلى الدور الوطني الهام والبارز للعشائر والذي أشاد به السيد رئيس الجمهورية وثمن وقفتهم الكريمة واللافتة وأوضح بيان الملتقى مايقوم به من إيواء المهجرين وإغاثتهم وتسوية أوضاع بعض من غرر بهم والسعي الجاد لتحرير المخطوفين بجميع المحافظات.
وأشاد البيان الختامي بدور وزارة الدولة للمصالحة الوطنية باعتبارها المرجع والركيزة لكل من يعمل بالمصالحة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
كما ثمن البيان دور ملتقى طهران للحوار تحت السيادة السورية مع شكر جميع الدول الصديقة التي وقفت مع سورية انطلاقاً من إيمانها بسيادة سورية أرضا وشعبا مناشداً شرفاء العالم للوقوف جانب سورية من أجل وقف حمام الدم مع التأكيد أنه بالتسامح والمحبة تنتهي الأزمة فنحن سوريو الهوية والانتماء.