خالفت القواعد الاعرابية و تحدت علامات الجر و الكسر و التبعية لتقتحم المجالات كافة دون حواجز ، و في الاعراب باتت متحركة .. فاعلة و مؤثرة ، لها محل من الإعراب رغم أنف سيبويه و ابن مالك .. إنها المرأة السورية التي كسرت قيود الدائرة المغلقة لتائها المربوطة لتقف نون النسوة منفتحة على المجتمع و أزماته جنباً إلى جنب مع واو الجماعة و جمع المذكر لتكون نصف المجتمع و داعمة و مؤازرة لنصفه الآخر ..
بنجاحها و تحديها غزت التاء المهن كافة لتأنيثها فهي الطبيبـة و الاعلامية و القاضية و السفيرة و الوزيرة و ة .. ة ... و في نضالها الحثيث للمساواة ارتضت أن تكون النائبة رغم مصيبة المعنى ، لتثبت أنها المميزة أينما حلت ، و النوائب من صنع الجهل و هواة الخراب لا من صنع أناملها الناعمة ، فهي بكل المعاني الاجتماعية إيجابية طالما النيات حسنة ترنو لخير المجتمع و رقيه .. فتقاسمت الهم الوطني و اكتوت بالألم الجماعي و خرجت عن الهوامش الضيقة التي تؤطر دورها في صورة نمطية كنصف المجتمع الساكن ، لتكون كله تزرع الوعي و تسهم في ترسيخ الحس الوطني في حراك اجتماعي لافت ترجم حب الوطن .
إلا أنها رفضت و بشدة أن تُلحق تائها المقترنة بالحنان و الإخلاص و الوفاء للوطن بمصدر الارهاب و فاعليه ، و نأت بنفسها الرقيقة عن طعن الوطن كما فاخرت به بعضهن من دعاة الحرية و المساواة المسترجلة حتى في حمل السلاح ، لا للدفاع بل لسفك الدماء و التحريض على حرق القلوب و البيوت .. فباسم قلب كل أم و زوجة و ابنة و أخت و حفيدة و صديقة و جارة و قريبة و زميلة .. و كل تاء تأنيث سورية وطنية نتبرأ من كل تاء تأنيث إرهابية ..