على مستوى البلدان العربية، أهمية هذه الانتفاضة تنبع من أنها لم يكن لها مطالب فئوية وإنما انتفاضة وطنية تحاول الخروج بالبحرين من حالة التخلف إلى بناء الدولة. بالمقابل رد النظام على ذلك بشتى أنواع القتل والقمع والاضطهاد على مدى سنتين ومحاولاته جر الأزمة إلى مربع الفتنة الطائفية واستقدام القوات من الخارج الاحتماء بالأميركان لقمع التظاهرات السلمية ومنع تحول البحرين إلى ملكية دستورية ودولة حديثة يتم فيها إنصاف المواطنين.
وفي هذا السياق قالت قوى المعارضة البحرينية إن البحرين تدخل عامها الثالث على انطلاق الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية في ظل تمسك النظام بالحكم المطلق والاستبداد والإقصاء والتهميش للشعب، وعدم التنازل عن حالة الاستفراد بالقرارات والثروة، واكدت ان الشعب البحريني لن يتراجع عن مطالبه التي خرج من أجلها طوال العامين الماضيين بالتحول نحو الديمقراطية وإنهاء الاستبداد.
واضافت قوى المعارضة: أن النظام يصر على ذات الأسلوب في العنف والبطش بالمواطنين مما أبقى الدم البحريني ينزف، وكان آخر ضحايا العنف الرسمي الشهيد حسين الجزيري (16 عاماً) الذي قتل يوم الخميس الماضي برصاص قوات النظام.
وأكدت قوى المعارضة ان التضحيات الجسام التي قدمها شعب البحرين وعشرات الشهداء ومئات المعتقلين وآلاف الجرحى والمعذبين وآلاف المفصولين وآلاف الانتهاكات والجرائم التي قام بها النظام وقواته طوال العامين الماضيين، كلها تجعل من أشد المستحيلات على هذا الشعب أن يتراجع عن مطالبه التي خرج من أجلها.
وقالت إن البحرين تعيش غيابا للدولة، وغيابا للقانون والحالة المؤسسية المفترضة، فما يجري هو تحويل البلاد والمؤسسات الرسمية إلى أجهزة أمنية بوليسية، هدفها وغايتها الإنتقام من المواطنين المطالبين بالديمقراطية والسعي إلى تقويض المطالبات المشروعة للغالبية السياسية من شعب البحرين.
وأشارت إلى تحويل البحرين إلى مايشبه الثكنة العسكرية في ذكرى الانتفاضة، بحيث استنفر النظام كل اجهزته وقواه الأمنية وأقام الحواجز العسكرية ونشر قواته وحرسه وشرطته في كل أرجاء البلاد وعمد إلى مواجهة التظاهرات والاحتجاجات السلمية وارهاب المواطنين في مناطقهم ومحاصرتها، كجزء من أساليب المنهجية الأمنية القمعية لتي يتبعها مع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير والتحول نحو الديمقراطية.
وأوضحت أن كل هذه التضحيات بعد عامين تجعل من المستحيل التنازل عن المطالب، فبعد كثرة التضحيات وازدياد المعاناة ينبغي للنظام أن يعي أن شعب البحرين على قدر من الوعي بحيث لا يمكن أن يقبل بالفتات.
وأكدت أن مطالب شعب البحرين تمتد لأكثر من قرن من الزمان، وهي مطالب راسخة قبل قيام الدولة، ومطلب الشراكة والتداول السلمي للسلطة في البحرين لا يمكن أن تلغيه فئة مستأثرة بالقرار وبالثروة تريد الإستمرار في حالة الاستبداد والإقصاء للغالبية السياسية من شعب البحرين على حساب مصلحة الوطن وتقدمه.
وقالت قوى المعارضة إن النظام في البحرين بقي على ذات سياسة البطش ولغة القمع ومصادرة الآراء، وكل أساليب العنف توسلاً في إخماد صوت الشعب الذي آمن بحقوقه وتمسك بها ونزل إلى الشارع بأغلبيته من أجل الإصرار عليها، وإذا كان للنظام من طريق لإنهاء هذه المطالب فلا طريق إلا بتحقيق المطالب فالديمقراطية قادمة للبحرين وتحكيم رأي الشعب في اختيار حكومته وكل السلطات أمر لابد من تحقيقه.
وفي السياق ذاته اعلنت وزارة الداخلية البحرينية أمس، توقيف اربعة اشخاص، وادعت أن الاعتقال جاء بعد هجوم مسلح أدى الى اصابة اربعة من رجال الشرطة بينهم ضابط في العاصمة المنامة.
وفي بيان لها زعمت الوزارة أن المعتقلين كانت بحوزتهم ذخيرة الشوزن استخدموها في اطلاق النار على قوات الأمن بمنطقة كرزكان.
واعلن اللواء طارق حسن الحسن رئيس الامن العام اصابة ضابط وثلاثة من افراد قوات النظام في منطقة كرزكان اثر تعرضهم لإطلاق نار من اسلحة نارية (شوزن).
وقمعت قوات الامن أول أمس متظاهرين قرب العاصمة المنامة بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وسلاح الخرطوش.
وكان الفتى حسين الجزيري (16 عاما) استشهد صباح الخميس الماضي بطلقة من سلاح الخرطوش اطلقتها قوات الامن.
واستشهد عشرات الاشخاص خلال قمع الثورة البحرينية منذ 2011 بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الانسان.
وتم سجن العديد من قادة المعارضة في حين استمرت التظاهرات السلمية المطالبة بالديمقراطية في البلاد.
في غضون ذلك جرح عدد من المتظاهرين في البحرين بعد أن فرقت الشرطة البحرينية العشرات منهم في العاصمة المنامة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية خلال تشييع الشاب الذي قضى الخميس خلال مظاهرات في الذكرى الثانية لحركة الاحتجاج المطالبة بالاصلاح.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان مواجهات اندلعت بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين خلال مراسم تشييع الشاب حسين الجزيري ومحاولة الوصول إلى دوار اللؤلؤة في المنامة اذ ان عناصر الشرطة اغلقوا الطرق المؤدية إلى قرية الدية والتي تشهد مراسم التشييع غرب المنامة.
وقال شهود عيان ان الاف المشاركين في التشييع حاولوا التوجه سيرا نحو دوار اللؤلؤة في المنامة لكن عناصر الشرطة الذين انتشروا بكثافة عند التقاطعات المؤدية إلى الدوار قاموا بتفريق المتظاهرين مستخدمين الغاز المسيل للدموع ما اسفر عن وقوع جرحى.