التي يقودها اردوغان نحو تحول صعب وخطير ومخاض عسير باتجاه دولة عثمانية جديدة يرسم سياساتها وآفاقها القطري والسعودي، ومع صمت تركيا عن التعليق على تفجير «جيلوة كوزو» يتأكد أن جبهة النصرة الارهابية تقف وراء التفجير، ويبقى القاسم المشترك بينها وبين المجموعات المسلحة بالرغم من تنامي العداء معها هو سفك دماء السوريين وسرقة ممتلكاتهم تحت رعاية حكومة اردوغان.
حيث أكد النائب التركي محمد شكر عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض ان حكومة رجب طيب اردوغان تجر البلاد نحو مغامرة خطيرة ومجهولة المصير فبعد الفلتان الامني المتعمد على الحدود مع سورية وتسهيل عبور الارهابيين وعناصر تنظيم القاعدة والمهربين بالاتجاهين فان هذه الحكومة تغض النظر عن جرائم الارهابيين المرتكبة في تركيا.
وكشف شكر في لقاء اجرته معه صحيفة يورت التركية انه قدم شكوى إلى النيابة العامة حول انفجار منزل في مدينة غازي عنتاب اثناء قيام الارهابيين بتصنيع العبوات الناسفة فيه حيث تحدث مواطنون أتراك عن وجود 4 قذائف مضادة للطائرات في المنزل المنفجر.
ونقل شكر عن رجل استخبارات تركي وهو المسؤول عن أولئك الارهابيين ومنسق أعمالهم قوله ان حكومة أردوغان تجر البلاد إلى مغامرة ولا يعرف متى ستتوقف وستضع حدا لهذه الاعمال هذا ان كانت تنوي فعلا وضع حد لاعمالها.
وحذر النائب التركي من الفلتان الامني وفقدان الرقابة المتقصدة على الحدود التركية السورية خدمة للارهابيين واجندتهم التي أصبح يكتوي بنارها الشعب التركي.
وحذر الكاتب الصحفي التركي جنيد أولسيفير من خطورة المخطط الذي يرسمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتحويل تركيا ودول المنطقة إلى دولة عثمانية بالتعاون مع قطر والسعودية باستخدام النزعات الطائفية ودعم المتطرفين الامر الذي بات يزعج حليفه البارز الولايات المتحدة الامريكية.
وقال أولسيفير في مقال نشرته أمس صحيفة يورت التركية..ان اردوغان يلعب لعبة داخلية تهدف للتحول إلى دولة عثمانية جديدة في المنطقة بالتعاون مع قطر والسعودية الامر الذي بات يزعج حليفه الولايات المتحدة الامريكية مشيرا إلى ان حكومته تستخدم الورقة الطائفية في هذه اللعبة.
ولفت الكاتب التركي إلى ان الولايات المتحدة الامريكية لا ترغب بوصول متطرفين إلى السلطة في سورية بينما تركيا تعمل عكس ما تريد الولايات المتحدة الامريكية في سبيل لعبتها الاقليمية.
مشيرا إلى ان أردوغان وحكومته باتوا يشكلون مصدر ازعاج لامريكا وان اردوغان فقد مصداقيته في أروقة المجتمع الدولي.
من جانبها ذكرت صحيفة حرييت التركية ان اعمال الاقتتال والعداء المتزايد الناتج عن الخلافات طويلة الامد والانقسام بين المجموعات المسلحة في سورية اضافة إلى الصمت غير العادي من قبل السلطات التركية بشان التفجير الذي وقع في منطقة وجود مسلحين في جيلوة كوزو على الجانب التركي من الحدود يشير باصابع الاتهام إلى فاعل غامض ووحشي كمنفذ محتمل للهجوم وهو جبهة النصرة التي ترتبط بتنظيم القاعدة والتي اظهرت مرارا مصلحة كبيرة لها في اطالة أمد القتال ضد الحكومة السورية مع محاولتها التخلص من فصائل المسلحين الذين تعتبر انهم علمانيون وأنه تم غسل ادمغتهم.
واضافت الصحيفة ان جنوب تركيا يستضيف اعدادا كبيرة من السوريين في المخيمات التي تحولت من هدفها المعلن باعتبارها مخيمات للاجئين إلى ملاذات امنة للمسلحين.
وأشارت الصحيفة إلى ان حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فشلت في احراز تقدم في التحقيق الذي اعلنت عن اجرائه بشان التفجير الذي وقع عند بوابة المعبر الحدودي والذي ينتشر فيه مسلحون بشكل كبير رغم ان هذه الحكومة لم تتوان سابقا عن المسارعة في توجيه الاتهام إلى الحكومة السورية في حوادث مماثلة.
وتابعت الصحيفة انه واستنادا إلى تقارير اعلامية فان جبهة النصرة ومع خروجها من مظلة ما يسمي المعارضة السورية والجيش الحر بدأت في مواجهات ضد سوريين اعتبرتهم اقليات وهاجمت مناطق لانها غير موالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم على المعبر قد يكون رد فعل عنيف من قبل جبهة النصرة بعد رؤية ان تركيا اوقفت تدفق الاموال لها ولاسيما بعد تهديدها عبر وسائل الاعلام الامريكية بأن هناك بعض الاطراف التي تريد تسوية حساباتها معهم وهم في متناول يدها في تركيا.
بدوره أكد الكاتب الصحفي التركي المعروف سادات أركين أمس أن سياسة حكومة رجب طيب أردوغان حول سورية باتت تشكل خطرا على تركيا وستنعكس بشكل خطير على الامن الوطني والقومي للبلاد.
واشار اركين إلى ان الحكومة التركية تدعم وبكل وضوح المجموعات الارهابية المسلحة في سورية وتحاول بث الصراعات بين مكونات الشعب السوري.
وقال في زاويته بصحيفة حرييت التركية ان ما تسعى اليه حكومة أردوغان من خلال مثل هذا الدعم للمجموعات المسلحة يأتي في اطار سياساتها لان حكومة اردوغان أقحمت نفسها في الشأن السوري بدل ان تحاول المساعدة في الحل.