قصة من القزاز... دفء الأسرة وحنانها لغة يمقتها الإرهاب
دمشق محليات - محافظات السبت 19-5-2012 عبير ونوس في لحظة نشعر ان كل من حولنا تعنينا سلامتهم لذلك نسرع للاطمئنان عليهم ومد يد العون اليهم .. فكيف الحال ان كان احد افراد اسرتنا لاسيما الاطفال منهم في عين ذاك الخطر عندها لن يكون هناك وقت للتفكير والتدبير بل لهفة لاطفاء نار الخوف عليهم حتى ولو شاءت الاقدار ان تكون فداءً لهم.
محمد انس شاب عشريني خرج من المنزل بعد دوي الانفجار الاول الذي ضرب منطقة القزاز صباح خميس لن ينساه السوريون كلهم وليس الدمشقيون فقط ، فالشقيق الأصغر لم تمض دقائق كثيرة على مغادرته المنزل قاصدا مدرسته وكل مايحمله حقيبة مدرسية واحلام الطفولة .. اذا لابد من الاسراع للاطمئنان عليه ... وبأقل من دقيقة اصبح محمد في فسحة البناء طاويا درجاته قفزا ولان الاطفال كما نقول جميعا ملائكتهم تحميهم كانت الحافلة قد أقلته ورفاقه .. لكن لانعلم ان كان قلب محمد الذي لايزال ينبض قد اطمأن على اخيه الصغير قبل ان يدخل في غيبوبة لم يستيقظ منها حتى اليوم إثر اصابة طالت رأسه واحدى رئتيه جراء الانفجار الثاني الذي لم يرحم سكان تلك المنطقة ومحيطها .
وكما خرج محمد للاطمئنان على اخيه خرج شقيقه عبد الله ليطمئن عليهما فكان نصيبه اصابة في احدى قدميه وليكون قدر عبدالرحمن بكر العائلة ومعيلها رؤية شقيقيه ممددين على الارض ليسرع مستعينا باصحاب الضمائر الحية والقلوب الخيرة لاسعافهما ليستقر احدهما وحالته اقل خطورة في مشفى المجتهد والثاني في احد غرف العناية المشددة بمشفى المواساة غائبا عن الوعي مستعينا بمنفسه صناعية لابقاء الحياة تجري في عروقه عل دعاء الوالدة الملتاعة ولهفة الاشقاء تعيد انس لحضن اسرته الدافء.
ولان امتحان المؤمن الصابر كبير لم تقف مأساة هذه الاسرة هنا بل تجاوزتها لتطال منزلهم وكل مافيه من ذكريات الامر الذي جعل عبد الرحمن يشعر بالعجز امام اسرته التي كانت حتى الامس القريب تعيش كسواها من الاسر حياة هادئة بسيطة دافئة وكل ماتنشده لقمة حلالا وعلما ينفع في بناء الانسان قبل الاوطان وكلاهما سببان كافيان ليكونا مقصد الارهاب.
|