ويعاقب من يقوم بذلك بالسجن والغرامة المالية وهو ما نصت عليه المادة الرابعة من القانون رقم 12 لسنة 1958الخاص بالعلم الوطني.
وقد استخدمت الرايات والأعلام منذ الحروب النظامية الأولى, وكان المقاتلون يحرصون أن لا تسقط الراية،وحسب الروايات التاريخية يعتبر الصينيون القدماء وسكان جزر الهند الشرقية هم أول من ابتكر العلم من القماش, وتقول الروايات أيضاً إنهم عرفوا أعلام القماش منذ عام 1100 قبل الميلاد.
وحديثنا اليوم عن أسماء العلم،حيث نسمع عن أسماء عدة كلها تعني العلم ،ومنها الراية واللواء والبيرق والبند وكلها وردت في الشعر العربي القديم والحديث ،فهل كل هذه الأسماء تعني ذات اسم العلم أم ثمة فروق بينها.
من المعروف أنه توجد في اللغة مترادفات كثيرة وأسماء عديدة لجنس واحد من الأشياء والحيوانات،فمثلاً هناك عشرات الأسماء للسيف كالصارم والبتار والمهند، ولكن ثمة فروقاً تميز كل نوع من أنواع السيوف عن غيره، وكذلك ثمة فروق تميز الأعلام ،فالبيارق تختلف عن البنود وهما يختلفان عن الألوية والرايات .
جاء في القواميس أن العَلَمُ بفتحتين العَلاَمةُ،وهو مأخوذ أيضاً من معنى المعرفة بالشيء ، وأصل كلمة علم هو العلامة وكانت تطلق في اللغة على الجبال العالية باعتبارها علامات يهتدي بها المسافرون ،ومنها كان العلم رمزاً للشموخ الكبرياء باعتبار أن الجبال الشاهقة رمز الشموخ، وهو معنى كلمة علم في قصيدة الخنساء التي ترثي بها صخراً حيث تقول :
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمُّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
وهناك فروق بين الأسماء التي تطلق على العلم ،وقد جاء في كتب التراث أن هناك فرقاً بين اللواء وبين الراية، فاللواء ما يعقد طرف الرمح ويلوى عليه، والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح،وسُمِي لواء لأنه يلوى لكبره فلا ينشر إلا عند الحاجة وهو عَلَمٌ ضخمٌ وعلامة لمحل أمير الجيش، يدور معه حيث دار،أما الراية فهي عَلَمٌ تُعطى للجيش، وتُكنى (أُمّ الحرب) جمعها رايات، وهي ما يُعقد في الرمح أو السارية ويترك حتى تصفقه الرياح ،وقالوا :الراية لقائد الجيش واللواء للأمير.
أما البند فهو العَلَمُ الكبير وهو من الأسماء القديمة وقد ورد في شعر المتنبي عندما قال يحث على قتال الروم :
عِش عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريمٌ بَينَ طَعنِ القَنا وَخَفقِ البُنودِ
والراية من الأسماء القديمة للعلم وهي متوسطة وكان إذا حملها جندي وسقط رفيقه لحملها كي لا تسقط على الأرض.وكلنا قرأنا ما حدث في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة حيث حمل زيد بن حارثة الراية,فلم يزل يقاتل ويقاتل ويخترق الصفوف حتى استشهد.
وأخذ الراية جعفر بن أبي طالب, وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير, حتى إذا أرهقه القتال فنزل عن فرسه الشقراء, ثم قاتل فقطعت يمينه, فأخذ الراية بشماله, ولم يزل بها حتى قطعت شماله, فاحتضنها بعضديه رافعًا إياها حتى استشهد .
ونذكر من الشعر الحديث قصيدة شاعر الشام شفيق جبري في فرحة الجلاء حيث قال:
أتكذب العين والرايات خافقة أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد.
أما البيارق فهي من الألفاظ الحديثة- نوعا ما - وكانت تطلق على الأعلام الموضوعة على الأبنية ، ومنها أخذت تسمية (بيرق دار ) وأطلق على الشخص المسؤول عن رفع العلم.