حتى التفاصيل الصغيرة يكون من الضروري الالتفات إليها و الاهتمام إليها جيدا كونها تترك أثارها الايجابية أو السلبية عند الأطفال حاضرا ومستقبلا .
ويلفت الاختصاصيون الانتباه الى أهم السلوكيات والتصرفات التي يجب أن تتعامل بها الأم مع أطفالها والتي يمكن من خلالها فك رموز ( شيفرة ) التواصل مع اطفالها ، حيث يؤكد معظمهم أن من الأمور البالغة الأهمية التي يتوجب على الأم معرفتها قبل كل شيء هي أن تعلم أن طفلها يتمتع بقدر كبير من الذكاء ما يوجب عليها الانتباه جيدا الى السلوكيات والأفكار التي تعمل أمامه مع الحرص الى أن تكون تلك الأفكار والتصرفات ايجابية وبناءة، كما يتوجب على الأم أيضا ألا تظهر أمام أطفالها أنها تعرف كل شيء بل أن تترك لهم المجال حتى يفكروا لوحدهم من اجل أن يتطور مدى تفكيرهم ويصبح أكثر عمقا شيئا فشيئا ، مع إضافة روح النكتة والفكاهة والمرح أثناء الحديث معهم فالطفل بطبعه يحب المرح واللعب هذا بالإضافة الى تجنب السخرية عند مناقشاتهم بأفكارهم وأرائهم لان ذلك من شأنه أن يؤدي بالطفل وخاصة الأطفال فوق سن الأربع سنوات الى الإحباط ، وكذلك الانتباه الى تجديد الأفكار لهم بشكل دائم وطرح أخرى بديلة في حال لم تصلهم الفكرة من الوهلة الأولى ولا مانع إذا قامت الأم حتى تساعد أطفالها على الإجابة عن سؤال ما أن تقوم بذكر الأحرف الأولى للجواب لتكون كلمة مفتاحية لمعرفة أفكارهم.
ومن الأمور المهمة جدا في تعاطي الأم مع ابنها أن تجعل من نفسها صديقة له وان تحاول مشاركته أفكاره واستخراج مشاعره وان تنصت إليه جيدا وان تنحني إليه قليلا إذا كانت واقفة لتصبح بعلو قامته وان تنظر في عينيه وان تتحدث معه بصيغة المخاطب وليس بصيغة الغائب وان تكون صريحة معه بخصوص مشاعرها وعواطفها كأن تقول له أنها تعبت قليلا وتريد أن تستريح لبعض الوقت وتستأذن منه الذهاب لذلك ، ومن الأمور الضرورية جدا أيضا انه يجب على الوالدين عموما والأم خصوصا أن تخصص كل يوم وقتا خاصا لكل طفل من أطفالها لمحاورته ومعرفة ما يدور في خاطره من مشاعر وأحاسيس وأفكار وإذا كان الطفل من النوع اللحوح والعنيد فيجب أن لا تتعامل معه بنفس الأسلوب بل أن تحاول إقناعه بعبارات بسيطة وايجابية لأنه كلما ضغطت عليه أكثر أصبح أكثر عنادا، كما لا ينصح أن تقارن الأم طفلها بطفل أخر بل أن تقارنه بنفسه حينما كان طبعه جيدا ليعود كما كان وبذلك نرسخ مبدأ التغيير لديه مع ملاحظة أن بعض الأطفال لديهم روح المعاكسة حيث يفعلون عكس ما تطلبه الأم منهم ، وإذا كانت بعض تصرفاتهم لا تعجب في الوقت الحالي فإنها قد تعجب في المستقبل لان تصرفاته تتبدل وتتغير وليس لديه شيء ثابت ، وإذا أرادت الأم طفلها أن يكون هادئا ومتعاونا فما عليها إلا إشراكه في أمور المنزل البسيطة التي من شانها أن تعزز ثقته بنفسه ، كما يجب الانتباه الى عدم استخدام الأصوات العالية والتوجيهات الحادة والأوامر الصارمة كلغة متبادلة مع الطفل لان من شان هذا الأسلوب في التعامل أن يترك أثرا سلبيا وسيئا في نفسه بالمستقبل .
ويشير الاختصاصيون الى أن من الأمور التي تساعد على انتظام حياة الطفل في المنزل تحديد بعض القواعد والأنظمة الثابتة التي لا يمكن تغييرها او تبديلها كموعد النوم والاستيقاظ والدراسة والذهاب للزيارات وشراء الألعاب، ليبقى الحب والحنان في الوقت نفسه هو الأساس الصحيح للعلاقة بين الأم وطفلها واللغة الوحيدة التي لا يمكن الاستعاضة عنها بأي لغة أخرى .