نساء عربيات يجلن في شوارع دمشق
مجتمــــع السبت 19-5-2012 ثورة زينية بينما كنت أجري لقاءات مع شخصيات سياسية وإعلامية جاءت للتضامن مع السوريين في استحقاقهم الدستوري لانتخابات مجلس الشعب تجاذبت أطراف الحديث مع عدد من السيدات المرافقات لتلك الوفود القادمة من مصر وتونس والعراق والأردن ولبنان..
هؤلاء السيدات أخبرنني أنهن كن متخوفات جداً من القدوم لسورية حتى إن أهاليهن نصحوهن بعدم السفر إلا أنهن أصررن على القدوم.. لكن مخاوفهن تلك تبددت بمجرد رؤيتهن للحياة الطبيعية التي يحياها السوريون ابتداء من مطار دمشق الدولي إلى شوارع دمشق وزحمة السير وأعداد الناس الكبيرة المنتشرة في الشوارع وانتفاء المظاهر المسلحة التي جندت لها قنوات الكذب كل إمكانياتها ودأبها على تصوير المدن السورية وقد تحولت إلى ثكنات عسكرية... لقد تغيرت الصورة تماماً في أذهانهن وبناء على طلبهن رافقتهن إلى الأسواق القريبة على اعتبار أنني بنت البلد فقمنا بجولة على أسواق الحمراء والصالحية والجسر الأبيض وتعمدت أن يمر طريقنا بالمطاعم والكافتيريات محلات الوجبات السريعة لأجعلهن يدركن كذب ما يروج عن انتفاء حركة الناس وارتيادهم لأماكن الترفيه والتسلية كما مررنا ببعض الحدائق توقفت عند حديقة السبكي وقلت لهن ممازحة انظرن حتى العشق لم ترهبه كل أدواتهم فأبى أن يغادر المقاعد الخشبية وبقي يفترش العشب الأخضر ليعلن لهم أن محبتنا أقوى من حقدهم «ياصبايا وطننا بخير فلا يراهنوا على صبر السوريين لأنه رهان خاسر» وصلنا الفندق بعد أن انفقوا كل مالديهن فأسواقنا مغرية كما شهدن ولم تستطعن مقاومة هذا الإغراء.. ودعنني لكن قدماي لم تعد لم تحملاني من شدة التعب فاستقليت سيارة أجرة للعودة وطوال الطريق كانت عيناي معلقتان بالسماء ولساني يلهج مبتهلاً إلى الله أن يحمي شامنا ووطننا الغالي سورية من كل سوء.. بحبك سورية..
|