تأسيس جيل جديد يخرج من رتابة المسرح الخطابي المباشر وبناء حالة مسرحية حديثة ومتطورة وقابلة للتغيير والتجريب فيها ومواكبة تطورات فنون الأداء في العالم.
وفي تقرير نشرته سانا قالت: ولد الساجر في قرية أبو قلقل التابعة لمدينة منبج 1948 ونال الشهادة الثانوية من محافظة الرقة واتجه نحو القراءة والثقافة والمسرح وكانت أولى خطواته الجادة في هذا العمل هي دراسة المسرح في روسيا ليكون المسرح شغله الشاغل فدرس في معهد غيتس الروسي للفنون المسرحية حيث أشرف عليه يوري زافادسكي أحد الممثلين والمخرجين المسرحيين الروس البارزين وهو المدير الفني لمسرح موسوفيت بموسكو.. وزافادسكي تلميذ يفغيني فاختانغوف الذي كان يمثل أحد التيارات المسرحية الحديثة في روسيا في مطلع القرن العشرين.
حصل المسرحي الراحل على الماجستير عام 1972 ثم بدأ عمله في سورية ليكون من المؤسسين الكبار لمسرح جديد وليعود له الفضل مع زملائه بتأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية الذي عمل مدرساً فيه ثم أسس المسرح الجامعي في حلب وحصل على الدكتوراه في الفنون المسرحية من روسيا أيضاً عام 1982.
كان المسرح الجامعي بالنسبة للساجر أيقونة ثقافية يمكن من خلالها اكتشاف وجوه ونصوص قادرة على التغيير لذا عمل في عام 1975 مع المسرح الجامعي في دمشق حيث قدم ثلاثية «أن نكون أو لا نكون» لأوزوالد دراكون وممدوح عدوان ورياض عصمت كما شارك في هذا العرض في مهرجان دمشق السادس للفنون المسرحية ثم اتجه بعدها إلى تأسيس المسرح التجريبي وقدم فيه «يوميات مجنون» لنيكولاي غوغول وأعمال أخرى.
غيب الموت الساجر في ريعان شبابه في السادس عشر من أيار عام 1988 بعد تجربة مذهلة اعتمد فيها على الإمكانيات القليلة والعطاء الثقافي الإنساني الثري فلم ييئس من جمود الحركة الثقافية فقدم «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة: ثلاثية ضربة شمس «حكاية صديقنا بانشو» «الرجل الذي صار كلباً لأوزوالددراكون» سهرة مع أبي الخليل القباني لسعد الله ونوس «أهل الكهف».
وضع الساجر منهجيات جديدة في المسرح السوري وطالب بأن يكون هناك قواعد للعمل وسياسات صحيحة للتعامل مع الخشبة بحيث يمكن تقديم الأفكار النبيلة والتجارب الحديثة المؤثرة والتي يمكن أن تخلق علاقة جديدة مع الجمهور وتربطه بهذا الفن بشكل جدي ودائم.
كانت أهم الشهادات في الساجر هي ما قاله الراحل سعد الله ونوس عنه «إنه بعد مجيء فواز إلى سورية بدأ تاريخ جديد للإخراج المسرحي وبدأ ظهور العرض المسرحي ذي الوحدة العضوية حيث تطابقت فيه كل العناصر من استثمار الفضاء المسرحي والتركيز على أداء الممثلين والأدوات السمعية والبصرية».