مروراً بلحاق الغرب بالجوقة الخليجية إلا الضوء الأخضر ليسارع الإرهابيون باستهداف فريق المراقبين لمرتين على التوالي وهو ما تنافى مع تصريحات كوفي أنان ورئيس بعثة المراقبين الذي أثنى على إحراز تقدم ناجح في تطبيق خطة المبعوث الدولي ما يدل على الممارسات الانفصامية للغرب وأمريكا الذين تحدثوا في أكثر من مناسبة بأنه لا طائل من وجود المراقبين في سورية.
الدعوات المستمرة من قبل مشيخات النفط وأسيادهم الغرب من أن الهجمات التي تعرض لها فريق المراقبين في درعا وخان شيخون قد يدفع باتجاه طبيعة مهمتهم وهو ما يدل على النيات الخبيثة المبيتة ضد سورية منذ البداية لضرورة إرسال قوات مسلحة بهدف الإسراع في إفشال مهمة أنان، ما يشير إلى أن هناك من يسعى جاهداً لعرقلة خطته للانتقال إلى ما كان مبيت لسورية منذ البداية، ناهيك عن دعوات برهان غليون المقدم أوراق اعتماده سلفاً للكيان الصهيوني، بتزويد المجموعات المسلحة بالمال والسلاح للاستمرار في سفك الدم السوري مقابل أموال قذرة تغدق على مجلسه الذي لا يملك أي إرث على الأرض السورية، إضافة إلى لهاث سعود الفيصل الذي أفرغ ما بجعبته من حقد على الإعلام السوري في ازدواجية فاضحة لبلاده التي تقمع احتجاجات القطيف ووقوفها ضد الشعب البحريني.
لاشك أن الشعب السوري الذي يكمل مشروعه في الإصلاحات والتي آخرها التصويت على انتخابات مجلس الشعب، قد كشف منذ البداية أن هناك أطراف مستمرة في دوامة العنف وإراقة مزيد من الدماء وتعطيل مسيرة الإصلاح والتي تجلت بأعمال إجرامية ودعوات تحريضية وإرسال كميات كبيرة من الأسلحة إلى أعداء الشعب السوري، الأمر الذي يؤكد أن أعداء سورية مصرون على تأجيج العنف في إقامة مناطق عازلة تكون منطلقاً لعملياتهم الإرهابية وتنفيذ الأجندة الاستعمارية التي تخدم العدو الصهيوني.
سورية قدمت كافة التسهيلات لعمل المراقبين لوصول البلاد إلى الاستقرار والهدوء ولتكشف للعالم حجم المؤامرة التي تتعرض لها بهدف منع الاستقرار ومزيد من الاستنزاف وإرهاب المراقبين ودفعهم للانسحاب من مهمتهم حتى لا يتم نقل حقيقة ما يجري على أرض الواقع من أعمال إجرامية تقوم بها العصابات المسلحة لكننا نؤكد لهؤلاء الذين يعتقدون أن الأزمة السورية ربما تفيد البعض في محاولة لإنضاج مشاريع طالما حلموا بها نقول لهم أنها لا تعدو مجرد أضغاث أحلام لواضعيها.