رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة الى سورية أن البعثة بصدد ايجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية بفضل التعاون مع الحكومة السورية والأمم المتحدة لافتاً الى أن البعثة ستبذل قصارى جهدها لإعطاء الحوار فرصة حقيقية من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.
في غضون ذلك واصلت البعثة جولاتها الميدانية حيث زارت عدداً من الأحياء والمناطق في محافظات حمص ودير الزور وريف دمشق.
فقد اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يعتقد ان تنظيم القاعدة مسؤول عن التفجيرين الانتحاريين الارهابيين اللذين استهدفا منطقة القزاز بدمشق في العاشر من الشهر الجاري واسفرا عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين والعسكريين.
ونقلت رويترز عن كي مون قوله في لقاء شبابي في مقر الامم المتحدة بنيويورك الليلة قبل الماضية قبل بضعة أيام وقع هجوم ارهابي هائل وخطير وأعتقد أنه لا بد ان القاعدة مسؤولة عنه.. لقد خلق هذا مرة أخرى مشكلات بالغة الخطورة.
وحول عمل المراقبين الدوليين في سورية قال كي ان ارسال مراقبين كان له أثر مهدئ فقد انخفض عدد اعمال العنف لكن ليس بدرجة كافية.. فلم يتوقف كل العنف.
وكانت جماعة متشددة تدعى جبهة النصرة على صلة بتنظيم القاعدة أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن التفجيرين الانتحاريين الارهابيين اللذين وقعا قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبي بدمشق بواسطة سيارتين مفخختين واسفرا عن استشهاد 55 شخصا واصابة 372 من المدنيين والعسكريين بجروح و 15 محفظة لاشلاء مجهولة اضافة الى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
كما اعلنت الجبهة المذكورة مسؤوليتها عن تفجيرات ارهابية اخرى في سورية من خلال بيانات نشرتها على مواقع المتشددين على الانترنت .
إلى ذلك اعلن الجنرال مود رئيس ان البعثة بصدد ايجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الامم المتحدة والدول المساهمة.
وقال الجنرال مود في مؤتمر صحفي في فندق داما روز أمس سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الاولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط الى مرحلة عمل تنفيذ المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل الى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي.
وأضاف نحن مسرورون بما شاهدناه وشعرنا به منذ وصولنا لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الامم المتحدة للمراقبة في سورية.
وتابع: لكن لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الاطراف الداخلية والخارجية، وأنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لاي حجم من العنف أن يحل هذه الازمة مضيفا ان البعثة تخطط لجلب الاطراف للحوار لاعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن، ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وايقافه، ونحن جادون جدا وملتزمون تجاه الشعب السوري والابرياء والنساء والاطفال بتقديم المساعدة في استعادة الامل وفي عودة الحياة الى طبيعتها ولكن يجب أن نعطي فرصة حقيقية من الاطراف المتقاتلة والذين يدعمونهم، وقال: لدينا الان نحو 260 مراقبا عسكريا على الارض من نحو 60 دولة وهذه الاعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الارض لخدمة الشعب السوري والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب الى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف.
واوضح انه يعتزم لقاء الصحفيين بصورة منتظمة وقال: سنقوم بتحديد مواعيد على أساس اسبوعي أو ما شابه كلما أتيحت لنا الفرصة، وردا على سؤال قال الجنرال مود: أستطيع أن أكون واضحا في توجيه رسالتي المباشرة للشعب السوري بالقول: اننا نحن في المجتمع الدولي موجودون هنا على الارض مع الشعب السوري وسنبذل قصارى جهودنا في محاولة خلق أوضاع على الارض بحيث يتم تخفيض العنف ليتم التحول الى المسار السلمي وان على أي طرف داخل أو خارج سورية العمل معنا لتحقيق ذلك.
واضاف: اننا ملتزمون بالعمل على خلق حوار داخلي لتطلعات الشعب السوري وان خفض العنف والتحول الى المسار السلمي هو ما نشارك به وهذا دورنا.. ولكن على جميع الاطراف داخل وخارج سورية العمل وبشجاعة على وقف العنف واذا ما اتحد الجميع حول هذا المسار وهذه الشجاعة فاننا سنرى تطورا ايجابيا في الايام والاسابيع القادمة.
وعن تعليقات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بان القاعدة متورطة في التفجيرات الاخيرة في سورية قال الجنرال مود: لقد شاهدنا بعض التفجيرات التي حدثت مؤخرا في دمشق والتي كانت دليلا على العنف الكبير الذي يتم ارتكابه والذي لا يفيد أحدا ويلحق الاذى والاضرار فقط بالناس في طريقهم الى العمل وأطفال المدارس وأنا قلق بشأن الاحداث التي تستخدم فيها المتفجرات التي تستهدف وتودي بأرواح الابرياء والمدنيين لانها لن تساعد الوضع.
وحول ما يقال بان العنف ازداد في وجود المراقبين اعتبر الجنرال مود ان حجم العنف تناقص بشكل كبير منذ وصول المراقبين، وقال نحن نرى في الاماكن التي ننتشر فيها تأثيرا لوجودنا ونجري الحوارات التي تتوسع مع كافة الاطراف، وأعتقد أنه من الصعب أن نحدد، وأشارك الجميع في القلق مما نراه من عنف متزايد خلال الايام الاخيرة أكثر من سابقاتها حيث تردني تقارير من المراقبين على الارض تفيد بزيادة العنف.
وأضاف الجنرال مود ان التشكيك في البعثة ليس مفاجئا على الاطلاق.. وهو أمر منطقي وانه مع وجود 300 مراقب على الارض من السهل اتخاذ مواقف مشككة في عملهم لكن الموقف الضروري الذي يجب اتخاذه هو أن هؤلاء المراقبين يمثلون المجتمع الدولي ، واذا ما حدث أي شيء اخر لا يستحقه السوريون فستكون هناك بدائل أخرى ستؤدي الى المزيد من العنف ولا أعتقد وجود بدائل جيدة لدى أحد.. لذلك رسالتي للجميع هي أن السوريين يستحقون التقدم نحو الامام وهم بحاجة الى تخفيض مستوى العنف ويستحقون ذلك، وهذا يتطلب شجاعة كبيرة، وانني شخصيا ومنظمتي وفريق عملي سوف نعطي السلام فرصة وسنساعد السوريين للتحول الى المسار السياسي.
وردا على سؤال حول ما تعرض له فريق المراقبين في خان شيخون اوضح ان انفجارا وقع أمام اربع سيارات للامم المتحدة ما أدى الى الحاق أضرار بالسيارة التي كانت في المقدمة، وقال: هذا النوع من العنف لا نريد أن يحدث مرة أخرى لانه لا يشكل فقط تحديا واستهدافا لمراقبينا على الارض بل لجهود المجتمع الدولي لذلك أدعو الجميع بغض النظر عن دوافع من يقوم بمثل هذه الاعمال أن يعيد النظر في حساباته.. نحن هنا على الارض لتسهيل تخفيض العنف وعدم الاستقرار الذي يواجهه الشعب السوري، ونحن لا نستطيع حل كل مشاكل الشعب السوري وعلى الاطراف جميعها أن تظهر الجدية الحقيقية في التزاماتها وتؤكد ذلك بالفعل.
وأوضح مود ان البعثة لا تفكر في هذه المرحلة بالتقرير النهائي وانما بمساعدة الشعب السوري الان مشيرا الى انه في المرحلة التي ستعمل فيها البعثة على التقرير النهائي لن تكون سرية.
المراقبون يزورون حمص
- دير الزور - ريف دمشق - حماة
في هذه الأثناء زار وفد من المراقبين الدوليين امس مدينة داريا بريف دمشق والتقى عددا من الاهالي فيها.
كما زار الوفد موقع انفجار العبوة الناسفة التي زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في كبينة للهاتف مقابل جامع العباس بمساكن برزة وزار الجرحى الذين تم اسعافهم الى مشفى ابن النفيس.
وزار وفد آخر من المراقبين الدوليين دوار المدلجي وحيي الجبيلة والموظفين في دير الزور وعاين مكان الاعتداء على قوات حفظ النظام في حي الجورة وزار المصابين في المشفى العسكري.
كما زار وفد من المراقبين الدوليين احياء الخالدية والقصور والبياضة والمشفى الوطني في حمص.
وفي مدينة حماة عاين فريق المراقبين الدوليين موقع انفجار العبوات الناسفة التي استهدفت قوات حفظ النظام امس بالقرب من دوار البحرة وزار وفد البعثة المشفى الوطنى والتقى جرحى التفجير كما زار الفريق دوار السباهي وبلدة مورك والتقى المواطنين.
المستشار العسكري للأمين
العام للأمم المتحدة يصل دمشق
من جانب اخر قالت وكالة يونايتد برس الامريكية ان المستشار العسكري للامين العام للامم المتحدة بان كي مون وصل امس الى دمشق.
وقال المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين حسن سقلاوي للوكالة ان المستشار العسكري للامين العام للامم المتحدة الجنرال السنغالي بابا كار غاي وصل إلى دمشق بعد ظهر امس.
وأضاف سقلاوي أن زيارة بابا كارغاي ستستمر 3 أيام يلتقي خلالها قائد فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود ويطلع على أوضاع البعثة بشكل كامل.
يشار إلى أن بابا كارغاي كان القائد السابق لمهمة قوات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية.
لادسوس: البعثة
تعمل بفعالية لإنجاز مهمتها
من جانبه قال هيرفيه لادسوس معاون الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ان مجلس الامن الذي يعبر عن الارادة العليا للمجتمع الدولي قرر انشاء بعثة مراقبة دولية في سورية وجئت لأرى كيف تسير الامور.
وأضاف لادسوس في تصريح لدى وصوله الى مطار دمشق الدولي مساء امس ان هذه البعثة تم ارسالها بسرعة غير مسبوقة في تاريخ الامم المتحدة معبرا عن امتنانه العميق للجنرال روبرت مود رئيس بعثة مراقبي الامم المتحدة الى سورية وزملائه للفعالية التي يعملون بها لانجاز المهمة والبدء بالعمل الذي يسهم في وقف العنف ودعم خطة كوفي أنان مبعوث الامم المتحدة الى سورية.