لسياساتها التي ستودي بحسب رأي العديد من الكتاب الاتراك إلى هدم قيم المواطنة والقضاء على كل ما أنجز من تحديث ومشاريع حضارية خلال بناء الجمهورية التركية الفتية.
سياسة حزب العدالة والتنمية التي تستهدف كل من يعارضها من الداخل التركي بالاتهامات والاهانات الطائفية دفعت صحفا وكتابا أتراك للتعبير عن خجلهم واشمئزازهم من هذه السياسة التي تخالف أسس الدولة العلمانية وتنتهك القانون الدولي بحسب الكاتبة التركية زيهدة أوتشار التي وصفت أردوغان بالطائفي بعد أن توجه بالاهانة لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو على أساس انتمائه المذهبي والاثني.
ولعل حزب أردوغان الذي فضحت الصحافة التركية زيف شعارات الديمقراطية التي يسوقها وكشفت مساعيه الالغائية من خلال استمراره بفرض وجهة نظر ورؤية الحزب المتفردة على المجتمع التركي لم يعد يكترث بتحوله إلى واحد من الاحزاب المتطرفة الاستبدادية في نظر شعبه طالما أنه ينال رضى الدول الغربية والولايات المتحدة التي تظهره على أنه مثال للديمقراطية الموعودة في المنطقة.
ولم يعد الحزب الذي تزداد الاصوات المعارضة لسياساته قادرا على اخفاء ارتباطاته بالعصابات العالمية التي تحاول خلق فتنة طائفية ونزاعات اثنية بين شعوب الشرق الاوسط خاصة أن الحزب بقيادة أردوغان كما توضح الكاتبة أوتشار يساند هذه العصابات ويقوم بتأدية دوره على أكمل وجه من خلال ممارسة سياسة تقوم علي الطائفية والنزعات العرقية والاثنية.
ولا تستغرب الكاتبة التركية سكوت الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الاوروبي التي تعتبر السياسات القائمة على النزعة الاثنية والطائفية جريمة كبرى عن ممارسات أردوغان وحزبه فلطالما عمدت تلك القوى إلى تطبيق تلك السياسات عن طريق عملائها في الدول التي تسعى لتقسيمها والقضاء عليها وهو ما يكشف بحسب محللين دورا جديدا لاردوغان يسعي من خلاله لتقسيم المجتمع التركي بالتوازي مع تنفيذ دوره الموكل من قبل واشنطن واسرائيل لخدمة مصالحهما في المنطقة.
وبالانتقال إلى نهج حكومة العدالة والتنمية الساعي لاسترجاع واستخدام النمط العثماني في ادارة المجتمع التركي نجد أن أردوغان وأعضاء حزبه الذين أخفوا حقيقة برنامجهم الاساسي القائمة على الاستبداد مدة طويلة منتظرين الوقت المناسب لتمريره عبر قوانين في البرلمان التركي يحاولون اليوم عزل الاديان والطوائف الاخرى الموجودة في تركيا عن طريق توحيد الدين في تركيا والذي وصف بالخطأ الفادح المتطرف على الرغم من تراجع أردوغان عنه واعتباره زلة لسان.
وبحسب مجموعة من السياسيين والنواب والكتاب الاتراك فان أردوغان وحزبه سيواصلون سياسة نشر التعصب عبر تعديل المناهج التي باتت تخدم توجهات حزب العدالة والتنمية الساعي لاستمرار التحكم والسيطرة على الاجيال القادمة.
وبالنتيجة فان تلك السياسة التي يمارسها أردوغان وحزبه ستؤدي كما يرى محللون إلى تقسيم المجتمع التركي واعادته إلى مراحل سابقة قاوم للتخلص منها خاصة أن حزب العدالة والتنمية الذي تلاعب بمشاعر الشعب التركي الوطنية واستخف بقيمه وتاريخه وحضارته من خلال اقراره عددا من القرارات التي أتاحت بيع الاراضي الزراعية لدول اجنبية وتأجير الحدود وإعادة جدولة الاعياد الوطنية عبر إلغاء بعضها واضافة أخرى بات بهذه السياسة يهين هوية الدولة التركية القائمة على العلمانية والتطور واحترام الآراء مؤيدة كانت أم معارضة.
في سياق متصل أكد النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض علي سرينضاغ ان الشعب التركي يرفض سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية المعادية لسورية لكنه لا يتجرأ على التعبير عن هذا الرفض بسبب السياسة القمعية التي تمارسها هذه الحكومة على المواطنين.
وقال النائب سرينضاغ في تصريح لصحيفة ينيتشاغ التركية ان توتر العلاقات بين سورية و تركيا ادى الى تراجع التجارة في المنطقة الحدودية مع سورية مشيرا الي توقف التجارة الحدودية في مدينتي كليس وغازي عنتاب وهو ما انعكس بشكل سلبي على معيشة المواطنين في المدينتين المذكورتين.
واوضح النائب سرينضاغ ان الاشاعات حول اقامة منطقة عازلة تثير الانزعاج لدى المواطنين في المنطقة مضيفا ان جميع المواطنين يرفضون فكرة المنطقة العازلة لكن السياسة القمعية التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية تمنع المواطنين من التعبير عن ارائهم .
وأشار النائب التركي الى ان علاقات القربى والصداقة بين الشعبين التركي والسوري تأثرت سلبا نتيجة سياسة الحكومة التركية تجاه سورية.
بدورها بينت الصحيفة المذكورة ان الادعاءات حول احتمال اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية ادت الى حالة من القلق بين سكان مدينتي كليس وغازي عنتاب مشيرة الى ان السياسة التي تتبعها حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه سورية والتي نجم عنها توتير العلاقات بين البلدين ادت الى اضرار كبيرة في التجارة الحدودية.