لا أحد يعلم على وجه الدقة الأسباب التي أفشلت كل ما سبق من (مسودات لمشاريع) كما يسميها أصحاب القرار في غابنا القريب البعيد!
أهمية الغاب وموقعه الحيوي مجال بحث لبعض المهتمين بمستقبل الاقتصاد في بلدنا والبعض ذهب بعيداً حينما قال إن بالإمكان تحويله إلى خزان للمنتجات الزراعية والحيوانية والقريب من مساحة (هولندا) وجغرافيتها التي هي واحدة من أغنى الدول اقتصادياً في العالم.
ومع توالي اجتماعات وزارة الزراعة لمناقشة جدول المسح الميداني واعتماده للبدء بالمشروع التنموي الشامل لمنطقة الغاب، والذي سيشمل كل القطاعات وليس فقط القطاع الزراعي بوصف الغاب منطقة صناعية وزراعية..
تتنامى خشية أهالي الغاب من ألا يخرج ذلك المشروع من غرف الاجتماعات ولهم في ذلك مبرراتهم، فقد سبق وتمّ إقرار الكثير من المشاريع التي أهملت كجزء من الإهمال الشامل لهذه المنطقة، وآخر حلقات هذا الإهمال كان مشروع (الإكروبولس) الذي لطالما كان يهدف إلى إنشاء مناطق اقتصادية خاصة من خلال تخصيص مساحة جغرافية يتم تجهيزها بالخدمات والبنية التحتية ضمن إطار تشريعي وقانوني استثنائي، وقد تم اختيار منطقة الغاب آنذاك كونها تتميز بوفرة مواردها الاقتصادية غير المستثمرة بالشكل المناسب، وكانت الدراسات قد أعدت من قبل خبراء محليين ودوليين، وبالتالي هناك دراسات علمية جاهزة عن الغاب بكل ما فيه، وتستطيع اللجان التي شُكّلت حالياً أن تستفيد منها أو أن تعتمدها وتطبق ما يناسب هذه المرحلة والإمكانيات المتاحة والمباشرة فوراً، لئلا تكون اللجان جزءاً من (سيناريو) اللجان المتعارف عليه والاجتماعات والدراسات الخلبية.
الغاب لا يحتاج إلا إلى اهتمام؛ كونه منطقة زراعية أولاً، فمن الواضح للجميع أن المشاريع الزراعية لها الأولوية ويتبعها السياحة والصناعة. والأهم -كما يوصي أبناء الغاب الأدرى بشعابها- هو نقطة البداية التي يُبنى على ما أنجز من دراسات ربما أعاقت الحرب التي نعيشها تنفيذها إلى حدٍّ ما.