العالمية وأدى الى ارتفاع في أسعار البترول كما زاد هذا الهجوم الذي يأتي رداً على الحرب الوحشية التي تقودها السعودية بدعم أميركي على اليمن التوترات الاقليمية وخطر نشوب حرب أميركية ضد إيران.
وفي الوقت الذي أصرت فيه السلطات السعودية على أنه تمت السيطرة على مواقع الحريق علقت شركة البترول أرامكو عملية انتاج تلك المنشآت كما خفضت الكمية الى النصف وقد تتالت التصريحات الأميركية من ترامب الى مستشاره كيليان كوندي الى السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام باتهام إيران والدعوة الى شن حرب ضدها ترافق ذلك مع حملة اعلامية ضخمة دون أي ذكر للحرب البربرية التي تقودها السعودية ضد اليمن بمساعدة الجيش الأميركي منذ العام 2015 والضربات الجوية ضد المدن والقرى اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والتي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين تاركة 80% من الشعب اليمني يفتقد الى المساعدات الغذائية وطائرات حربية سعودية محملة بقنابل أميركية وبريطانية مزودة بمعلومات عن أهداف يحددها ضباط أميركيون من قواعد سعودية تكرر هجماتها ضد أهداف مدنية لاسيما على المدارس والمشافي ومناطق سكنية وجوامع وأسواق.
اليمن يغرق في دمار وفوضى منذ خمس سنوات ويواجه أسوأ أزمة إنسانية على مرأى المجتمع الدولي والحصيلة مرعبة من عشرات الآلاف الذين لقوا حتفهم الى النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب والتعذيب وأطفال ينضمون الى الخدمة العسكرية ورجال يختفون بالجملة أو يتم اغتيالهم وكل ذلك بسبب التواطؤ الغربي من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الذين يقدمون بلا حياء السلاح للتحالف الذي تقوده السعودية رغم أن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي بررت بالقول إنه لا يوجد دليل على استخدام السلاح الذي تبيعه فرنسا وواشنطن الشريك المباشر في حمام الدم هذا بتمويلها طائرات الحرب والقنابل والصواريخ المستخدمة كما أنها تمد أيضاً بالدعم اللوجستي السفن الأميركية المساهمة في اطباق الحصار على اليمن.
السعودية لديها موازنة عسكرية ضخمة حيث صنفت العام الماضي في المرتبة الثالثة عالمياً في النفقات على العتاد العسكري ويقدر المبلغ المخصص لديها سنوياً 67,6 مليار دولار ورغم قدراتها العسكرية استطاعت المقاومة الحوثية اختراق الدفاعات السعودية وضرب البنى التحتية النفطية القوية ما أثار الخوف الكبير من هجومات أخرى قادمة.
وقد سعت السعودية بالاتفاق مع الولايات المتحدة وحلفائها الى طمأنة الأسواق بأن أي انخفاض في الانتاج النفطي سيكون مؤقتاً ولن يضر بعملية الامداد حيث أعلنت الرياض أنها ستتابع عملية التزويد بالبترول من احتياطها وأنها ستضع انتاجاً اضافياً في الخدمة كما أعلن ترامب أنه في حال احتاج للبترول فإنه سيتصرف بالاحتياطي الاستراتيجي من النفط الأميركي، الوكالة الدولية للطاقة في باريس أشارت الى الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة ونظمت اطلاق الاحتياجات وكانت قد فعلت ذلك آخر مرة أثناء التدخل العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة عام 2011 في ليبيا والذي كان قد ألغى 1,7 مليون برميل يومياً من قدرة الانتاج.
عدد من المحللين أشار الى أن اصلاحات مركز المعالجة للنفط الخام في بقيق الذي يهيئ 70% من النفط السعودي للتصدير يمكن أن تكون أكثر صعوبة من الذي تم الإعلان عنه بشكل رسمي، مستشار الطاقة السابق في البيت الأبيض روبر مايك نيلي أعلن الى نيويورك تايمز بأن التجهيزات المخصصة له سيكون من الصعوبة تبديلها حيث قال: «إن نجاح هذا الهجوم على تلك المواقع هو أسوأ شيء يراه الباحثون في أمن الطاقة»، صحيفة فايننشال تايمز علقت أيضاً: «إن ارتفاعاً في أسعار النفط يأتي أيضاً في وقت حساس بالنسبة للاقتصاد العالمي ومن المحتمل أن تؤدي زيادة أسعار الطاقة الى ركود مخيف».
بيانات واشنطن الحربية وتهديدها بضرب إيران أثار الخوف لدى الكثيرين لكن طالما أنه لم يقتل أي جندي أميركي فالولايات المتحدة لن ترد لأن ترامب يريد إعادة انتخابه في المرة القادمة وحرب شاملة في الخليج ستجر كارثة على الطاقة والاقتصاد العالمي وناخبيه لا يحبون ذلك.
الأزمة انتهت هنا ولننتظر من جديد ما هو قادم خلال أيام أو أسابيع وسنشهد هجومات أخرى على مواقع بترول أيضاً، إيران مع حلفائها تستطيع تحمل المخاطر كما أنها تحسن إدارة اللعبة وهي تفعل ذلك حتى ترفع الولايات المتحدة العقوبات عنها كما أن اليمنيين سيستمرون في الهجوم على المواقع السعودية الى أن توقف السعودية مع حلفائها الاعتداء على اليمن.