عن لباسهم العربي الأصيل وعاداتهم والمتنكرين بربطات عنق نفطية في جوقة المعادين لسورية بنفس الشروط الإرهابية والصهيونية خدمة لأعداء الأمة، ولعل أكثر الأسئلة إلحاحاً ما هي مصلحتهم من كل هذا التهور والانقياد الأعمى في مشاريع تستهدفهم قبل غيرهم، حتى يتحولوا في لحظات الاستغلال والابتزاز السياسي الغربي المفضوح إلى عكازات بريطانية وأميركية وفرنسية وصهيونية في جلسات مجلس الأمن وباقي مؤسسات الأمم المتحدة من أجل النيل من سورية وتعطيل نهوضها وخلاصها من ويلات الحرب والإرهاب، وأكثر ما يلفتنا هنا هو حالة المندوب الكويتي في مجلس الأمن وهو يجهد نفسه لدعم المخططات الغربية الساعية للإساءة لجهود سورية في مجال حماية مواطنيها وتخليصهم من براثن الإرهاب عبر تبّنيه موقفاً واضحاً يدعم الإرهاب بشكل صريح ويحاول تغطيته.
مواقف المندوب الكويتي المستنكرة في مجلس الأمن ليست الأولى من نوعها خليجياً فقد سبق لمندوبي مشيخات ومماليك قطر والسعودية والإمارات أن ورّطوا أنفسهم وبلادهم بنشاطات ومواقف معادية لسورية، وكانوا لساناً ناطقاً باسم الإرهاب وداعماً له حيث اعترف وزير خارجية قطري سابق استغني عن خدماته بإنفاق نحو مئة وثلاثين مليار دولار كمبالغ عينية للجماعات الإرهابية التكفيرية التي تقاتل في سورية وهي بالمناسبة مصنّفة على لوائح مجلس الأمن الدولي للإرهاب، والأسوأ من ذلك أن مواطنين كويتيين ومنهم نواب في «مجلس الأمة « عبروا صراحة عن دعم الإرهاب وجمعوا التبرعات المالية لحساب الجماعات الإرهابية التي تقتل السوريين وتدمّر بلادهم دون أن تتحرك حكومة الكويت لمحاسبتهم، في موقف يعبّر عن الجحود والنكران إزاء مواقف سورية المشهودة تجاه الغزو الصدامي المدعوم أميركياً لبلادهم أوائل التسعينات من القرن الماضي، ولمساهمة سورية في تحرير الكويت وإعادة السلطات الشرعية إليها، ولا يستطيع مقال صغير تفصيل كل مساهمات أبناء سورية في بناء ونهضة الكويت وبقية المشيخات الخليجية منذ إعلان استقلالها وإنشائها حتى اليوم.
من المؤكد والمسلم به أن المواقف الإعلامية التي تصدر من هذه المشيخة أو تلك بخصوص الوضع في إدلب سواء في مجلس الأمن أم غيره ليست غايتها الدفاع عن المدنيين السوريين وحمايتهم بقدر ما هي دعم للإرهاب، وهي بلا شك مواقف متقاطعة وملتقية ومتناسقة مع المخططات الأميركية والصهيونية والغربية والتركية لإبقاء محافظة إدلب بؤرة للإرهاب التكفيري الذي يسرح ويمرح على الجغرافيا السورية، ولو كانت هذه المواقف حقيقية ونابعة من مشاعر إنسانية أو أخوية كما يدّعون لكنّا سمعنا مثلها حول ما يحدث في اليمن الشقيق حيث يواصل النظام السعودي مدعوماً من الإمارات ودول غربية تدمير اليمن وقتل شعبه دون أن يرف لحكامه جفن، وكان الأولى بهؤلاء العربان أن يدعو لوقف قتل الفلسطينيين على يد الاحتلال الإسرائيلي لا أن يحصوا كم مرة استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن لحماية سورية من مخططات محور الإرهاب والعدوان، إذ لم يسبق لأحد في العالم أن استخدم هذا الحق الأممي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية لحماية مجرمي الحرب الصهاينة الذين يسفكون الدم الفلسطيني والدم العربي على جبهات مختلفة دون انقطاع.
لقد كان الأولى بمندوب الكويت وغيره من مندوبي المشيخات الخليجية أن يطالبوا مجلس الأمن بوقف العربدة الصهيونية ضد سورية ولبنان وفلسطين والعراق والتدخلات الأميركية في الشأن العربي، لا أن يتحولوا إلى أداة ابتزاز جديدة بيد ترامب وغيره من حكام الغرب، ويقدّموا ثروات شعوبهم لحساب العداء المجاني وغير المبرر ضد الجمهورية الإسلامية في إيران التي تدعم الحقوق العربية والمقاومة العربية ضد الكيان الصهيوني ومشاريعه التوسعية، فاليوم لا حديث لترامب سوى ماذا ستدفع دول الخليج لقاء حمايتها من الخطر الإيراني المزعوم، مئات مليارات الدولارات تنفق على صفقات التسليح وأخرى تدفع من أجل شن الحروب ودعم الإرهاب، فمتى يعود هؤلاء إلى رشدهم ويتخلوا عن رهاناتهم البائسة على أميركا وتحالفاتها العدوانية التي لم تجلب للمنطقة سوى الويل والحرب والدمار، أما آن لهم أن يتّعظوا..؟!