العمل والمشاركة التنموية وزيادة الحاجة للحماية الاجتماعية. وعليه أخذت مشكلات اليافعين وطموحاتهم حيزاً مهماً ضمن خطط وبرامج الهيئة السورية لشؤون الأسرة بهدف تمكينهم وبناء قدراتهم عن طريق مشاركتهم في سلسلة من ورشات العمل تجسد الإطار العملي للدراسة التي أعدتها الهيئة حول واقع واحتياجات الشباب وأولوياتهم في محاور التعليم والصحة والعمل والحماية والمشاركة المجتمعية والتي شملت 11 محافظة.
أولويات
أبرز المشكلات التي ظهرت في الدراسة التي قامت بها الهيئة حول ملف الشباب واليافعين هو وجود نسبة كبيرة من الخريجين الذين حصلوا على شهادات تعليمية عالية دون أن يحصلوا على فرصة عمل مناسبة لاختصاصاتهم، ووجود فجوة بين الواقع التعليمي وسوق العمل وعدم وجود جهود تهتم بالشباب كقوة بشرية يجب توظيفها بشكل صحيح، وهناك مشكلة الهجرة وبخاصة الذكور للبحث عن عمل أو استكمال التحصيل العلمي، ومشكلات توفير عوامل الاستقرار، ومشكلات التسرب المدرسي وعليه لفت الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان إلى أن الدراسة استهدفت المرحلة العمرية من 15 إلى 30 عاماً من كلا الجنسين وعاملين وغير عاملين لتتحول إلى نوع من السياسات التدخلية لإصلاح الواقع وتجاوز صعوباته وردم الفجوة التي تسببت بها الأزمة والنهوض مرة أخرى مشيراً إلى أن هدف الدراسة التأكد من أن شريحة الشباب التي تشكل نحو 30 بالمئة من سكان سورية جاهزة للمشاركة في مرحلة إعادة الإعمار.
وبين القش خلال ورشة العمل التي أقامتها الهيئة مؤخراً لبناء قدرات فريق اليافعين التطوعي: أن الدراسة ركزت على موضوع التعليم ومشكلاته الأساسية خلال الأزمة ووسائل وطرق التدريس والتسرب المدرسي وكثافة المنهاج الدراسي وضرورة التركيز على التعليم المهني والاهتمام به ولا سيما في مرحلة الحالية، بينما الهدف من هذه الورشة هي الاطلاع على احتياجات اليافعين وتفعيل دورهم في المرحلة القادمة ومساعدتهم على تحديد مساراتهم المستقبلية في بناء الوطن.
وخلال استعراض رئيس الهيئة للمسألة السكانية في سورية بين وجود التغيرات النوعية في التركيب العمري، حيث بدأت بالتراجع الفئات لمن كان عمرهم أقل من 15 سنة من نسبة 50% إلى 40% وحالياً وصل إلى 35% وبربط المتغيرات الديمغرافية بالتطورات الاقتصادية نجد أن الاهتمام بمستقبل الشباب واليافعين جزء من عملية التنمية. وهذا أحد أهم المجالات التي تعمل عليه الهيئة حالياً في ملف القوة البشرية.
تصحيح الأفكار الخاطئة
في ختام ورشة بناء قدرات فريق اليافعين التطوعي تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتي عمل قامت كل مجموعة بالتحضير لمبادرة معينة ومناقشتها أمام اللجنة المؤلفة من المدرب فراس شهابي والأستاذة رنا خليفاوي مديرة القضايا الأسرية بالهيئة والآنسة آلاء ممثلة من منظمة اليونيسيف، وقد كانت المبادرة الأولى تحت عنوان تصحيح الأفكار الخاطئة عن المرأة في المجتمع والمبادرة الثانية عن سوء استخدام الانترنت، وأثناء مناقشة المبادرات قُدمت مجموعة من النصائح كضرورة تحديد نقاط القوة لدى الفريق وتحليل الموارد ودراسة المشكلة حتى تكون على فهم كامل بتفاصيل المبادرة واختيار مشكلة تلامس واقع الفئة التي ستوجه إليها والتوسع في تفاصيلها والتعرف على جوانبها لاستقطاب الناس واستخدام رسائل جذابة ذات محتوى مفيد وقوية وتطويرها، وبحسب خليفاوي لقد تم تدريب اليافعين على كيفية حل المشكلات أثناء التنفيذ وعدم التذمر من بعض الصعوبات والتحديات التي قد تواجه المبادرة. إذ تعتبر الورشة بمثابة تجربة مفيدة أصبح خلالها الفريق قادراً على التحضير لمبادرات قادمة.
وبينت مديرة القضايا الأسرية أن هذا التدريب يأتي ضمن محور الحماية الاجتماعية والذي ركز على خمس نقاط تمثلت في الزواج المبكر والعنف القائم على النوع الاجتماعي والتميز بين الجنسين والتماسك الاجتماعي والتفكك الأسري.
قلة الأنشطة الشبابية
ضمن فعاليات اليوم الرابع لبناء قدرات اليافعين تم العمل حول بناء قدرات الفريق التطوعي في مجال المشاركة المجتمعية وتحليل أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع، منها مثلاً ما يتعلق بالمرأة من أفكار خاطئة حولها والتسلط الأسري الذي يمارس ضدها وقلة السماح لها بالمشاركة في المجتمع وسيطرة العقلية الذكورية، وما يعانيه الشباب من قلة وجود أنشطة تخص اهتماماتهم وبالتي عدم استغلال أوقات الفراغ بالشكل المفيد.
كما تم الحديث عن خطوات تنفيذ الحملات والمبادرات الشبابية بإشراف المدرب مدربين مختصين من خلال مجموعة من الأسئلة: ماذا: لتحديد الهدف، لماذا: ما المبررات، كيف: ما الأنشطة والخطة، من: الفئة المشاركة والمنفذون، أين: لتحديد المكان ومتى للزمان، وكم لمعرفة التكاليف التي تحتاجها المبادرة
ومن هم المشاركون بالتخطيط للمبادرات ليتم مناقشتها.