الخميس الماضي على هامش معرض الكتاب الدولي في دورته ال (٣١), عرض فيها صورة حية للأضرار التي تعرضت لها الأثار والمتاحف الوطنية على امتداد الخارطة السورية, وعمليات النهب والسلب التي وقعت في مواقع التراث السوري, والجهود التي تبذلها مديرية الآثار والمتاحف لاستعادتها من خلال توثيق الأضرار والتدخل الإسعافي (وفق تعبيره), على المناطق المصابة, لاسيما في تدمر وقلعة الحصن في حمص, وعين دارة, وغيرها من المواقع في الشمال السوري, وفي بصرى الشام في درعا, مشيرا إلى عمليات النهب والسلب الممنهجة التي تعرضت لها المواقع والمتاحف, بفعل القوى والأيدي الخبيثة التي تمكنت في ظل الحرب من العبث والسرقة والإتجار غير المشروع بالتراث السوري.
وعرض د. حمود صورا حية حديثة, لمختلف المواقع والمتاحف, مؤكدا أن نحو (٣٤٥٠), قطعة أثرية فقدت من متحف تدمر, منوها بقيمة المواقع الأثرية التي تمتد على مساحة تزيد عن (١٠) كم٢, هناك, ومؤكدا أن المدافن التدمرية غير المكشفة تحت الأرض, تفوق ماتم اكتشافه حتى اليوم, وأعلن أن السلطات المختصة بالتعاون مع الأصدقاء الروس تمكنوا من استعادة مئات القطع المنهوبة هناك.
وأكد د.حمود أن (٦٠٠٠) قطعة أثرية تعرضت للنهب والسرقة من المواقع والمتاحف الأثرية في مستودعات الرقة شرق سورية, منوها بالقيمة الكبيرة لبعض المواقع هناك, لاسيما موقع تل زيدان, باعتباره أضخم المواقع الأثرية في المحافظة, ويعود تاريخه للألف الرابع قبل الميلاد, مشيرا إلى أعمال التنقيب والنهب المشينة التي تعرض لها باستخدام الآلات الثقيلة.
منوها بإنقاذ متحف دير الزور بنقل محتوياته بالطائرات من قبل الجيش السوري خلال الحرب.
وأعلن د.حمود أن متحف إدلب تعرض لكارثة كبرى بعد فقدان ٱلاف القطع الأثرية منه, لاسيما وأن أرشيف إيبلا وحده يضم (١٦) ألف قطعة أثرية, وكلها قطع لاتقدر بثمن, معتبرا أن الصهاينة والأتراك, والأعداء, كان هدفهم الوصول إلى هذه الٱثار, التي أصبح بعضها على الأقل بين أيديهم, مع الأسف.
وأشار إلى نهب الكثير من القطع الأثرية من متحف معرة النعمان.
وأكد د. حمود أن أعمال المسح والجرد كشفت عن فقدان (١٠٧٤) قطعة أثرية, من المواقع الأثرية في بصرى الشام والمتحف الوطني بدرعا, مؤكدا في السياق ذاته, أن بعض اللوحات التي نهبت وسرقت من متحف أفاميا, وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وعرضت للبيع في مزادات عالمية, وأنه تم إنقاذ أكثر من (٣٠٠) قطعة منها.
واعتبر د. حمود أن معظم مواقعنا الأثرية, كما في تل ماري, وإيبلا, تعود للألفين الثانية والثالثة قبل الميلاد, وأنها أصبحت في حال مأساوية بظل الحرب الظالمة على سورية, بعد تعرضها لأعمال السرقة والسلب.
ونوه بالدور الكبير للجيش السوري, الذي تمكن من استعادة مئات القطع الأثرية التي نهبت من المواقع الأثرية في تل الصالحية وغيره من المواقع في غوطة دمشق.
وكشف د. حمود خلال عرضه إلى الكثير من الثقوب والحفر الحديثة في الصور الملتقطة للمواقع الأثرية, والتي تفيد عن أعمال التنقيب اللامشروعة التي وقعت في المواقع الأثرية, والجهود الكبيرة التي تبذلها المديرية العامة للآثار والمتاحف, في تنظيف هذه المواقع, مؤكدا الحاجة إلى إمكانيات هائلة للوصول إلى هذه الغاية.
واعتبر أن الأتراك ارتكبوا جريمة في حق التراث الإنساني, عندما أقدموا على قصف المعابد الأثرية في منطقة عفرين, وأودى القصف بمحتوياتها الأثرية بالغة الأهمية, والتي لاتقل عن قيمة ٱثار تدمر, لاسيما وأن الجيش التركي أقدم على سرقة الٱثار التي وقعت في متناول يده الآثمة في الشمال السوري, في موقع سهل العمق, وغيره, حيث تتواجد لقى أثرية وقطع تعود لآلاف السنين قبل الميلاد, ونوه بأهمية المواقع التي أسماها بالبكر هناك, بمعنى أنها مواقع لم يتم مسها من قبل, وهي عبارة عن مجموعة من التلال والطبقات المتوضعة فوق بعضها, وكيف مستها بالسوء والسرقة قوى الاحتلال التركي, التي نالت من عدد من التوابيت والقطع التي تم عرضها بالفعل, لتبقى دليل عار على مافعلوه هناك.