تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الضربات الجوية الأميركية تقتل المدنيين شمال سورية

عن موقع :WSWS.org
متابعات سياسية
الأربعاء27-7-2016
ترجمة: وصال صالح

أسفرت الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية عن مقتل ما يزيد عن 212 مدنياً في مدينة حلب شمال سورية يوم الثلاثاء الماضي، وفقاً لآخر التقديرات،

وكانت صحيفة واشنطن بوست ذكرت ان عدد الضحايا بين المدنيين بسبب الضربات الجوية التي نفذتها وتدعمها القوات الفرنسية بلغ 120 ضحية وإحدى هذه الضربات «سحقت عائلة بأكملها ومن بينهم أطفال صغار».‏

إن المجزرة التي وقعت في حلب هي مجرد مثال واضح عن عملية الذبح التي تم التحضير لها من قبل واشنطن ضد مدينة الرقة السورية والموصل العراقية، عمليات القصف التي نفذتها قوات التحالف جرت وسط تجاهل تام لأرواح المدنيين وخدمة لشعار أن واشنطن وحلفاءها على استعداد لتنفيذ جرائم حرب واسعة النطاق في سعيهم لتحقيق الهيمنة الاستراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكان هذا الأسبوع شهد انعقاد جلسات للتخطيط لهجمات على مدينتي الرقة والموصل وحضرها زعماء من منظمة حلف الشمال الأطلسي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأميركية وحضر الاجتماع أيضاً حكومات أخرى متحالفة مع الولايات المتحدة تحت ما يًسمى بـ «التحالف ضد الدولة الإسلامية» وتمخض الاجتماع عن تفاصيل لشن هجوم واسع النطاق ضد المناطق الحضرية التي يقطنها مئات الآلاف من السوريين والعراقيين، وشملت المحادثات مناقشات تتعلق بحزمة من التدابير بشأن تصعيد العملية العسكرية للناتو في سورية والعراق وليبيا ، ووافقت قوى الناتو أيضاً على المساهمة بقوات إضافية في العمليات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وذلك كجزء من عملية «سي غارديان».‏

مع وجود القوات الأميركية والقوات الموالية لها في كل من الجانبين على الحدود العراقية –السورية، الآن ومع بدء العد التنازلي النهائي للهجمات، بات من الواضح أن هذه الاعتداءات ستكون ذات شؤون دموية، ومن المتوقع أن تنتج مئات الآلاف من اللاجئين ، بينما يُخطط البنتاغون لاحتلال واسع للأرض ويهدف من خلال ذلك السيطرة على السكان على غرار الدروس والعبر التي تعلمناها من الاحتلال الأميركي للعراق بين الأعوام 2003-2011 مع تطهير المنطقة بأكملها من مسلحي الدولة الإسلامية مرة واحدة في المنطقة.‏

تجدر الإشارة إلى أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يزعم أنه يسعى إلى «انهاء سيطرة داعش على الموصل والرقة» و تخطيط واسع النطاق «لجهود تحقيق الاستقرار والحكم» ووفقاً لتصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر «إعادة بناء وحكم السكان لأراضيهم»، المتحدث باسم قوات التحالف ضد داعش –بريت ماكجورك- قال «الموصل سيعود الآن على نحو متزايد إلينا، نحن نرى ذلك في الأفق» وبعد إرسال 560 جندياً أميركياً إضافياً إلى العراق الأسبوع الماضي، يُصبح العدد الرسمي للقوات الأميركية هناك ما يقرب من الـ 5000 ، وفي الوقت الذي تضغط فيه واشنطن من أجل مشاركة ومساهمة أكبر لقوات التحالف، أعلنت الحكومة الاسترالية قبل أيام أنها سوف ترسل قوات إلى بغداد لدعم برامج التدريب على «مكافحة الإرهاب» للقوات العراقية، بينما يخطط حلف شمال الأطلسي لتوسيع جهود تدريب الجيش العراقي في محاولة منه لدعم الحكومة العراقية التي تسيطر عليها –الامبريالية- في بغداد ويعمل التحالف على تدريب المئات من الضباط العراقيين في مخيمات في الأردن، ويخطط لتوسيع برامجه التدريبية في العراق نفسه، وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أوضح يوم الاربعاء بأن واشنطن تتوقع من جميع الحلفاء الرئيسيين أن يركبوا على متن طائرة «الحرب ضد داعش ودعا إلى دعم مادي من حلفاء الناتو، جنباً إلى جنب مع الالتزامات بالمزيد من المدربين والمستشارين « نحن جميعاً بحاجة لبذل المزيد من الجهد « قال كارتر بعد مناقشات صباح يوم الأربعاء «اليوم، وضعنا الخطط والالتزامات التي من شأنها مساعدتنا على توفير الهزيمة الدائمة التي يستحقها داعش» وقبل مؤتمر يوم الأربعاء التقى كيري مع وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان الذي أكد أن باريس ستنشر حاملة الطائرات شارل ديغول لدعم عمليات القصف الجوي، الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية والعراق».‏

يوم الخميس، أوضح لو دريان ان النطاق العالمي الأوسع للاستعدادات للحرب التي يجري تنفيذها تحت شعار «الحرب على الإرهاب» و «الحرب ضد داعش» ستتمدد من غرب أفريقيا في خط مستقيم حتى آسيا الوسطى، ودعا إلى تكثيف نشر حلف شمال الأطلسي إلى جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، مشيراً إلى الحاجة الماسة لعمليات مركزة على حوض بحيرة تشاد قائلاً «يجب علينا أيضاً مساعدة أفقر البلدان التي هي على خط الجبهة «غرب بحيرة تشاد»،قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إررولت مسلطاً الضوء على النيجر وتشاد ونيجريا بأنها ستكون مستهدفة وفي صلب اهتمام الناتو.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية