تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بيع الأوهام ..

نافذة على حدث
الأربعاء27-7-2016
فؤاد الوادي

أعادت سورية الكرة الى الملعب الاميركي – الكرة التي لم تغادره أصلاً – عندما سارعت الى الترحيب بالاتفاق الروسي ــ الأميركي الأخير حول محاربة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، والاستعداد لـ«تنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق»،

والتزام «الحوار السوري ــ السوري من دون شروط مسبقة»، وهو الامر الذي يضع المصداقية الاميركية المفقودة مجدداً على المحك لجهة الالتزام والفعل الجاد بمحاربة الارهاب على الارض.‏

لقد باتت الولايات المتحدة تدرك جيداً أنها تغرق أكثر فأكثر مع كل تصريح أو موقف يراد به الخداع والزيف وتخدير المشهد العام، لكن المفارقة أنها لا تزال تصر على سياسة المناورة والمداورة وبيع الاوهام للجميع الذي من شأنه أن يشتري لها مزيداً من الوقت الذي أحوج ما تكون إليه في هذه المرحلة الاستثنائية والفاصلة التي تحتاج فيها الى إعادة رسم وتقييم خططها واستراتيجياتها وأولوياتها بما يواكب المستجدات والظروف المتغيرة والمتبدلة وفقا للمعادلات والقواعد المرتسمة على الأرض بما يمكنها من إنقاذ مشروعها الاستعماري في المنطقة.‏

على ذات الضفة تشاطر روسيا الدولة السورية حذرها وعدم ثقتها بالأميركي بحكم التجارب المتراكمة مع الاخير والتي لم تثبت فشلها واخفاقها فحسب، بل اثبتت مأساويتها وكارثيتها على سواء على صعيد العلاقات الروسية- الأميركية ام على صعيد العلاقات الأميركية -الدولية، انطلاقا من أن روسيا تعتمد في مقارباتها، خاصة إزاء الازمة السورية سياسة النفس الطويل التي من شأنها ان تعزز وتدعم مصداقيتها الدولية من جهة، والتي من شأنها أيضاً أن تميط اللثام مجددا عن مزيد من الأدوار والمواقف الأميركية، وربما هذا هو السبب الرئيس وراء الحنق الأميركي الدائم من سلوك وتصرفات الروسي التي كانت على الدوام تضع السياسة الأميركية على المحك.‏

قد تنجح الولايات المتحدة في بيع الأوهام لحلفائها وادواتها نظرا لتطابق وتلاقي المصالح والاهداف والمنفعة المتبادلة، لكنها لن تنجح في بيعه لسورية وروسيا وحلفائهم في المنطقة والعالم لا بسبب انكشاف وافتضاح ادوارها وسياساتها ومشاريعها الاستعمارية والتدميرية فحسب، بل بسبب التجارب الطويلة مع الأميركي التي اثبتت كما أسلفنا للتو كارثية ودموية مشاريعه وحرصه الدائم على اتباع تلك السياسة لأنها تحقق له جزءا كبيرا من مصالحه وأهدافه وطموحاته الاستعمارية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية